أكثر الناس تفاؤلا لم يكن يتوقع أن تتسم حلقة البرنامج البيان التالي بهذا الحوار الناضج الهادي بين الشيخين سعد البريك وحسن الصفار، توقع الكثير وأنا منهم أن نشهد حلبة شبيهة بما اعتدنا عليه من حوارات بين السنة والشيعة في قناة المستقلة، أو بمطاحنة جدلية كالتي يتحفنا بها برنامج الاتجاه المعاكس من وقت إلى آخر، وأمثالها من تلك المصادمات التي تنبعث لغتها إقصاء، وتفوح كراهية، وتزيد من الفرقة بين أبناء الطائفتين، لقد تنازل البريك والصفار في هذا الحديث عن فرصة رفع الأسهم بين الأتباع، ولعبا دور البطولة المذهبية التي يروق للبعض أن يعزف عليها إما بسبب ضيق الأفق وقصر النظر وإما بسبب مآرب أخرى ذاتية. وهذا النضج في تعاطي المحاورين مع موضوع التعايش بين السنة والشيعة من المؤكد أنه لا يجد ترحيبا ممن يرون الشتم والطعن ضرورة من ضروريات الدين، لا يكتمل الإيمان إلا به حتى أن 65 في المئة ممن شاركوا في الاستفتاء في الحلقة نفسها لا يرونه، ومع هذا فقد أدرك الشيخان من واقع التجربة المعيشة في الوطن وما آلت إليه الأمور في بعض دول الجوار أن لا مفر من التعايش بين أبناء الطائفتين تحت مظلة الوطن.