استأثرت المدينةالمنورةوالرياض بأكبر عدد من الوفيات الناتجة عن الأخطاء الطبية بنسبة تجاوزت 31 في المئة خلال العام الماضي، على الرغم من الخدمات الطبية المتطورة التي تقدم للمرضى في هاتين المنطقتين لوجود أهم المدن الطبية والمستشفيات الكبيرة التي تلبي حاجات عشرات الآلاف يوميا فيها. سلسلة أخطاء وعلى الرغم من أن الأخطاء الطبية تعد مشكلة عالمية، إلا أنها بدأت تظهر على السطح بشكل كبير، وأصبح من غير الطبيعي أن يمر يوم دون أن تقدم عشرات الشكاوى للجان الطبية الشرعية تجاه أخطاء الأطباء والممرضين، وما زالت الأخطاء الكارثية مسيطرة بشكل أكبر محافظة على النسب الأعلى حيث راح 45 في المئة ممن تعرضوا للأخطاء الطبية في 2005م ضحية لها، وفارقوا الحياة بسببها، وبدورها تتحرك وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة بشكل فعال للقضاء على تلك الأخطاء بإغلاق المستشفيات والمراكز المخالفة وتغريم المتسببين في الأخطاء والتشهير بهم وعرضهم على اللجان الشرعية، على الرغم من ذلك فإن الأخطاء البشرية مستمرة، وتلقت الوزارة عددا من الشكاوى خلال الثلث الأول من العام الجاري في أكثر من منطقة، ولعل الحادثة الأبرز هي وفاة الدكتور طارق الجهني الذي خضع لعملية جراحية في مستشفى خاص ليلقى أجله نتيجة خطأ في التخدير مع أول أيام السنة الجديدة، لتتبعه فتاة (24 عاما) توفيت في القصيم مطلع يناير بعد دخولها مستشفى حكوميا لإجراء عملية لاستئصال المرارة عبر المنظار، ليأتي الدور بعد ذلك على والد العالمة الدكتورة حياة سندي في 14 يناير الماضي، الذي توفي في مستشفى خاص بعد عملية جراحية، وهو ما دفع سندي لرفع شكوى ضد المستشفى، فيما غرمت الهيئة الصحية الشرعية فبراير الماضي مستشفى خاصا في جدة 70 ألفا لتسببه في نسيان مقص جراحي داخل بطن امرأة سعودية. وشهد مارس الماضي عدة حالات أبرزها للطفل نمر الرويثي (3 سنوات) الذي توفي بسبب إهمال طبي وتقدم والده بشكوى للشؤون الصحية في المدينةالمنورة، فيما دخلت الطفلة غدير أبو حلاوة تشتكي من ألم بمعدتها وخرجت بشهادة وفاة، فيما لم تكن (صحة القنفذة) الأسبوع الماضي أفضل حالا عن سابقاتها لجهل مسؤوليها بنبأ دفن طفل يزعم والده وفاته نتيجة خطأ طبي، في ظل تأكيد المستشفى أنه ما زال منوما في العناية الفائقة في حين ووري جثمانه الثرى قبل تصريح المسؤولين ب48 ساعة. اجتماع المعالجة في إطار التكامل وبهدف الوصول إلى نتائج حقيقية ملموسة، يلتقي اليوم وعلى طاولة واحدة مستديرة ثلاثة وزراء لبحث الأخطاء الطبية القاتلة، وتجمع الندوة التي تقام في إنتركونتننتال الرياض الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة، والدكتور محمد العيسى وزير العدل، والدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام. ويشير خالد مرغلاني المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إلى أن الشفافية التي تنتهجها وزارته في التعامل مع الأخطاء الطبية هي ما تعزز إطلاق مثل هذه المبادرات، مؤكدا أن الهدف سامٍ جدا وهو الحفاظ على صحة وسلامة المرضى والحد من وقوع الأخطاء الطبية والتعريف بماهية الخطأ الطبي للحيلولة دون الوقوع فيه. تطلع لحلول ويعد المرغلاني أن اختلاف وجهات نظر الرأي العام حول هذا الموضوع وتباين أساليب الطرح أتى نتيجة الفهم غير الدقيق لماهية الخطأ الطبي والمضاعفات الطبية وآلية التعامل معها، مشيرا إلى أنه تم دعوة الأشخاص المؤثرين في مجال الأخطاء الطبية وأعضاء مجلس الشورى وقادة الرأي والفكر وهيئة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وعمداء كليات الطب بالجامعات ورؤساء تحرير الصحف ومجلس الخدمات الصحية وأعضاء الهيئات الصحية الشرعية. وخلال الندوة التي يتوقع أن تخرج بقرارات وتوصيات مهمة سيقدم الدكتور عبدالله الربيعة ورقة عمل وزارة الصحة التي ستتناول الحديث عن ماهية الأخطاء الطبية وجهود الوزارة للحد من وقوعها والإجراءات التي تمت بهذا الخصوص، كما سيقدم الدكتور محمد العيسى ورقة عمل وزارة العدل التي تتناول آلية التعامل مع الأخطاء الطبية من الناحية الشرعية والدور الذي تقوم به الهيئات الطبية الشرعية، فيما سيقدم الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ورقة عمل وزارة الثقافة والإعلام التي تتحدث عن آلية تعامل وسائل الإعلام مع الأخطاء الطبية في ضوء السياسة الإعلامية للسعودية ونظام المطبوعات والنشر وقضايا التشهير في هذا المجال.