من البيئة ومخلفات الورق والنفايات وبقايا القمامة، انبثقت فكرة شبابية الطابع عنونت باسم (آرت كافيه) لنشر ثقافة الفن التشكيلي ورفع مستوى التوعية العامة في مجالات الفنون وتنمية المواهب الشبابية في هذا الإطار بعد أن أصبح الفن التشكيلي اللغة العالمية التي يتواصل من خلالها جميع شعوب العالم، والوسيلة المثلى لنشر ثقافات المجتمعات على تنوعها وتمايزها وهي تمثل تجمعا لمجموعة من الفنانين التشكيليين والمبدعين في الفن ومصوري الفوتوغرافيا من الجنسين حول السعودية وخارجها، والذين دفعهم إحساسهم بالمسؤولية الاجتماعية إلى ترك مساحات العرض التقليدية والاتجاه نحو تفعيل الممارسة الفنية في الشارع بكل متغيراته. مصدر رزق ثريا النعيمي شابة سعودية دلفت هذا المجال لتجد أن موهبتها بالرسم فتحت آفاقا واسعة لها تحولت إلى مصدر رزق لتفتتح إثر ذلك مكتبا صغيرا يتجاور بكل عنفوان مع أعرق مكاتب سيدات الأعمال بالخبر أبانت خلال حديثها ل “شمس” أن بداية (آرت كافيه) كفكرة تخرج إلى الإطار العملي كمبادرة فنية تسعى لاختبار استخدام الفن كمدخل للتنمية من خلال برنامج إعادة التدوير بالفن التشكيلي، وتضيف : نحن نتطلع إلى مجتمع يتمتع بحياة ثقافية وفنية غنية، وقدرة عالية على استثمار موارده لتطوير نفسه بشكل مستدام، ولتوسيع آفاقه والانفتاح على ثقافات ومجتمعات أخرى وخلق مجتمع يعيش أعضاؤه في بيئة جمالية تمكنهم من تحقيق إمكاناتهم الفنية لكي يطوروا حياتهم وصولا إلى مستقبل أفضل”. مساهمة بيئية وتصف فكرة إعادة التدوير بالفن التشكيلي بالرائدة في مجالها، حيث تتم عبر استخدام مواد استهلاكية كمشروع فني يتكون من عدة مراحل ومستويات يهدف إلى الاستفادة من المواد الاستهلاكية وإعادة تدويرها في إطار فني مبتكر دون إغفال الجانب الربحي للفنان من خلال استغلال النفايات أو القمامة أو نواتج النشاطات الصناعية أو الزراعية أو غيرها من المهن التي ينجم عنها مخلفات من التي يمكن إعادة استعمالها والتي تلوث البيئة بتركها وتحويلها إلى مشروع فني، وكذلك من جانب آخر زيادة ثقافة الفرد والوعي بأساليب تقليل التكاليف العامة والاستفادة من المواد المتاحة، وذلك من خلال تقديم ورش عمل تهدف إلى توعية المجتمع لإعادة التدوير باستخدام المواد الاستهلاكية وإقامة معارض لإعادة التدوير بالفن التشكيلي. احتكاك بالمجتمع وعن عدد الأعضاء والعضوات المنضوين تحت لواء (آرت كافيه) تؤكد ثريا أن أعضاء الآرت كافيه لا يمكن حصرهم حيث تتزايد أعدادعم نظرا للمعارض والنشاطات التي يقيمونها، وتقول: “أتت آرت كافيه في واقع فني يسعى فيه غالبية الفنانين إلى الحضور والاحتكاك بالمجتمع من خلال إقامة معارض فنية توعوية في إطار سعيها لدعم قدرة المجتمع على التغيير الإيجابي، عبر تفعيل طاقات الخيال لدى أفراد المجتمع والمشاركة في أي أنشطة مجتمعية ثقافية تسعى نحو تحقيق تغيير اجتماعي. وأيضا التعبير من خلال التصوير الفوتوجرافي عن أفكار جديدة نابعة من تأملهم لمشاكلهم ومحاولة حلها داخل نسقهم الاجتماعي، في آلية تجمع ما بين التعلم والإنتاج الفني”. مشاركات ومعارض دأبت هذه المجموعة الشبابية اليانعة على إبراز إنتاجهم للجمهور عبر معارض متنوعة حظيت أعمالهم فيها على اهتمام واستحسان الجمهور، وتمكنت من خلال ذلك من صناعة ردة الفعل الرائعة جدا، حيث كانت الأعمال تعبر عن مبدأ إعادة التدوير بالفن التشكيلي بشكل لافت ومميز جدا ويطرح لأول مرة، وهو ما أفرزه التصويت لأفضل الأعمال من قِبل الجمهور، حيث لا يُنظر إلى أفراد المجتمع على أنهم جمهور من المتلقين، بل إنهم مشاركون فاعلون في إنتاج اللحظة الفنية, على حد تعبيرها. توجه عالمي وتلفت ثريا النعيمي إلى أن عددا من محال الماركات العالمية أصبحت تتوجه إلى استخدام نماذج فنية معاد تدويرها في ديكوراتها وتصاميمها، وتضيف: “لو نظرنا من الناحية الاقتصاديه لإعادة التدوير فهي غير مكلفة فعلا وهو توجه العالم الآن إلى المشاريع الصديقة للبيئة منها المشاريع التي تشجع استخدام الطاقة الشمسية، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وإعادة التدوير واستخدام تصاميم وأنظمة ومواد البناء التي تساهم في الحد من الأثر البيئي للمشاريع العقارية وتوافر بيئة صحية ملائمة وأصبحت فعلا المنظمات العالمية غير الحكومية تدعو إلى حماية البيئة في تقديم المشاريع التي تساهم في تقليل النفايات بدءا من اعادة استخدام المواد الأولية أو صنع ملابس ومنتجات من مواد معالجة، وذلك محاولة تخفيف الآثار السلبية للاحتباس الحراري ولتقليل النفايات الخطيرة التي تتكدس في الطبيعة من حولنا”.