توقع الدكتور خالد الزعاق خبير الطقس وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أن تكون السنة الحالية من السنوات الغبارية والحارة، حيث مرت الفترة الماضية بحالة جفاف ورياح شمالية شرقية عملت على تجفيف منابع تخلق السحب المحلية وعلى كسح السحب العابرة، وكانت السماء صحوا ومجدبة لفترة طويلة؛ ولهذا جعلت التربة مفككة سهلة الحمل، وقال إن المنظومة الطقسية خلال موسم الشتاء الماضي حدث فيها نوع من الشذوذ في عناصرها؛ الأمر الذي جعل الشتاء دافئا على غير عادته، وذلك ساعد على ثوران الغبار والأتربة. مشيرا إلى أن الغبار ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد مستوى عصف الريح في المناطق الصحراوية، والسعودية من المناطق الجافة، حيث تشغل الصحاري ما لا يقل عن 65 في المئة من إجمالي مساحة الدول الناطقة بالعربية، والعاصفة الرملية أو الغبارية هي مجموعة حبيبات رملية وطينية معدنية المصدر في الأغلب عالقة في الهواء بارتفاع قد يصل إلى عدة مئات من الأمتار وبعرض يتراوح بين عشرات ومئات الكيلومترات وبدرجة تركيز تختلف وفقا لجهة القدوم، سرعة الرياح، وجفاف المصدر، وتنقل الرياح كميات هائلة من الرمال كل عام وتقذفها في أماكن مختلفة قد تمتد أحيانا من المناطق الواقعة بين الحدود العراقية والكويتية وصحراء الأردن. وأوضح أن الريح في هذه الأمور الفجائية لا أحد يدري من أي نقطة تهبّ ولا في أي ساعة ستتبدّد وأن أسباب حدوثها قائمة ودائمة، تتجمع أحيانا، وتتفرق أحيانا أخرى، لكن تصنعها وتثيرها عوامل عدة، وفي هذه السنة تكاتفت العوامل فأصبحت قرين وجه السماء. وبين أن الغبار ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما غبار محلي، وغبار مستورد؛ فالمحلي يتشكل في الفترات الانتقالية غالبا؛ أي في فصلي الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية، والمستورد ينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية، والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجرس في إيران وكذلك من صحراء الشام، ولونه أبيض كالدقيق، وغالبا تكون جزيئاته عالقة مع حرارة الشمس، وإذا غربت الشمس يترسب الغبار على الأشياء، أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية؛ أي أنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر، ويكون لونه مشوبا بحمرة.