بدأت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس اجتماعها الوزاري العادي في فيينا، وهذا الاجتماع يفترض أن يؤدي في حال عدم حصول مفاجأة إلى قرار بإبقاء حصص إنتاج المنظمة على حالها وهي 24.84 مليون برميل في اليوم، المستوى المعتمد منذ 1 يناير 2009.. وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي الذي يمثل أكبر دولة منتجة ومصدرة في المنظمة، أعلن قبل بدء الاجتماع أنه "ليس هناك شك في الاتفاق" على إبقاء الحصص على حالها.. وقال: "نريد إبقاء الأمور على حالها، ونحن سعيدون جدا بالوضع كما هو عليه حاليا". وكانت أسعار النفط أوقفت سريعا تدهورها الذي حصل في شتاء 2009 حين وصل برميل النفط إلى قرابة 30 دولارا.. ومنذ ستة أشهر يتقلب سعر برميل النفط ما بين 70 و80 دولارا وهو ما يعتبر سعرا مثاليا للمنتجين.. وتجاوز السعر أمس مستوى 82 دولارا للبرميل ليصبح على مسافة دولارين تقريبا من أعلى مستوياته هذا العام؛ ما دعا وزير النفط السعودي إلى وصف أسعار النفط بأنها "جميلة" خلال اجتماع (أوبك) الذي عقد أمس. وقال النعيمي إن الطلب العالمي على النفط سينمو بنحو مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من العام، وإن وزراء (أوبك) متفقون على عدم وجود حاجة إلى تغيير مستويات الإنتاج المستهدفة.. وأضاف أن السعودية تتوقع أن يصل إنتاجها من النفط إلى 8.1 مليون برميل يوميا في إبريل.. بينما قال مندوب في (أوبك) إن وزراء (أوبك) اتفقوا في اجتماعهم في فيينا على ترك مستويات الإنتاج المستهدفة دون تغيير.. واتفقت (أوبك) في ديسمبر 2008 على خفض الإنتاج بواقع 4.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 24.84 مليون برميل يوميا، ولكن ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي شجع بعض الأعضاء على ضخ المزيد من النفط. ومن جهته قال جيرمانيكو بينتو رئيس (أوبك) أمس إن استقرار سوق النفط لا يزال هشا للغاية، وإن منتجي (أوبك) يخشون احتمال تجدد الكساد الاقتصادي؛ ما يضر بالطلب.. وأضاف: "على الرغم من تحسن التوقعات بشأن سوق النفط خلال الأشهر الأخيرة لا يزال الطريق طويلا قبل أن نشعر بارتياح إزاء الوضع.. ولا تزال قوة انتعاش الاقتصادي العالمي في 2010 أمرا متفاوتا وغير مؤكد.. ومن المتوقع أن يحدث النمو في مناطق خارج الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الدولي والتنمية، إلا أنه على الرغم من ذلك قد تتأثر تلك الدول بإجراءات حكومية لمواجهة الاقتصادات الناشئة التي تشهد نموا تضخميا.. اذ يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد الصين بنسبة 10 في المئة هذا العام إلا أن النمو في البلدان المتقدمة سيكون أبطأ بدرجة كبيرة". وقال بينتو: "انتعاش اقتصادات الدول الكبرى الأعضاء بمنظمة التعاون الدولي والتنمية بعيد عن الاكتفاء الذاتي ولا يزال احتمال تجدد الكساد يشكل تهديدا؛ فمسألة استراتيجيات الخروج من خطط التحفيز الاقتصادي التي نفذت قبل عام والتوقيت الأمثل للتعديل أصبح عاملا رئيسيا لانتعاش الأسعار.. وتدرس الحكومات التي نفذت إجراءات تمويلية كبيرة لمساعدة اقتصاداتها على مواجهة آثار الأزمة المالية العالمية التي اندلعت عام 2008 عدة طرق لسحب تلك الخطوات دون الإضرار ببوادر الانتعاش". أما حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي فقال إن العراق سيتحدد له حصة إنتاج في (أوبك) عندما يصل إنتاجه إلى أربعة ملايين برميل يوميا.. مضيفا قبل دخوله اجتماع (أوبك) أمس إن العراق سيصدر 2.5 مليون برميل يوميا من النفط في 2010.. علما أن العراق هو العضو الوحيد في (أوبك) دون حصة إنتاج مقررة في ظل قيامه بإعادة بناء اقتصاده بعد الدمار الذي ألحقته به الحرب.. وأضاف الشهرستاني أنه لا يرى حاجة إلى مزيد من إمدادات (أوبك) هذا العام.. وقال إن حقل طاوكي في كردستان سيبدأ تصدير النفط في غضون شهر.. وقال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري إن (أوبك) ستترك الإنتاج دون تغيير، وإن سعر النفط الحالي الذي ارتفع إلى 82 دولارا للبرميل أمس يعتبر سعرا مرضيا.