موظف البلدية أحد موظفي الدولة، ويقوم بواجبه وفق أنظمة وتنظيمات يقدم من خلالها الخدمات للمواطن، وذلك يمنحه حصانة تلقائية من التعرض لأي شكل من أشكال الاعتداءات أثناء أداء واجباته الوظيفية، باعتباره يمثل الدولة وأنظمتها، وذلك مما ينبغي أن يكون معروفا في الوعي الجماعي الذي يوجب احترام النظام العام الذي يمثله الموظف، وبالتالي الحرص على عدم تعرضه لأي شكل من أشكال الامتهان أو التقليل من الاحترام. غير أنه تزايدت في الآونة الأخيرة حالات التعرض لموظفي الدولة الذين يعملون في الشؤون البلدية من خلال اعتداءات لفظية وبدنية ما يمثل اعتداء صارخا على سلطة الدولة وموظفيها في ممارسة أعمالهم، وذلك يستوجب وعيا أكثر حضورا في التعامل مع هؤلاء الموظفين الذين يمثلون الدولة وولي الأمر. الحاجة إلى التوعية حجاب العتيبي يقول إن مظاهر التعبير عن عدم الرضا لا تكون بالعنف أو بالاعتداء على موظف البلدية خاصة أن الخدمات التي يقدمها مراقبو وموظفو البلدية كبيرة، فهناك مصادرة للمواد الفاسدة والتالفة التي تضر بصحة الإنسان، وكذلك مراقبة الأسواق والمحال التجارية وغيرها، فموظف البلدية عندما يباشر موقعا فإنه أتى ليؤدي واجبه وينفذ تعليمات صادرة له، ولذلك فلابد لنا كمواطنين مراعاة موظف البلدية وليس الاعتداء عليه أو محاولة الاشتباك معه، فالمواطن إذا كان لديه اعتراض على عمل ما فهناك جهات أخرى يمكن التواصل معها وبث شكواه أو تظلمه. ويضيف العتيبي، كما أنه يجب على موظف البلدية تنبيه المواطن بالإجراءات التي سيقوم بها، وذلك لكي يتفهم تلك الإجراءات والأنظمة، ولكن هناك بعضا من المواطنين لا يعون تلك الأنظمة أو يعرفونها جيدا، ولا يبالون بها، وبالتالي يحدث من بعضهم لبعض الاعتداءات اللفظية أو التشابك بالأيدي، وكذلك استخدام الأسلحة البيضاء والنارية. سلوك سيئ يقول بشيت المطرفي نائب رئيس المجلس البلدي بالعاصمة المقدسة إن الاعتداء على أي موظف من موظفي الدولة بصرف النظر عن مسببات الاعتداء وظروفه وأحقية المواطن أو عدم أحقيته فإن الاعتداء البدني أو اللفظي بأي شكل من الأشكال سلوك سيئ. وأوضح أن الأمر يتعلق بمصلحة مشتركة بين المواطن والجهة المنفذة للخدمة، وهذه المصالح تحكمها أنظمة ولوائح يمكن للمتضرر أن يحتكم بالطرق النظامية، فلا يكون رد الحقوق بالاعتداء كما يحصل من البعض، مضيفا أن الموظف لم يوجد في مكانه إلا لتقديم الخدمة للمواطن وتسهيل مصالحه في أطر نظامية، ومتى ما شعر هذا المواطن بتقصير الموظف في تقديم تلك الخدمات فإنه بإمكانه التظلم لدى الجهات الرسمية. مشاركة أمنية ويطالب المهندس زياد ظفر رئيس بلدية العمرة الفرعية الجهات الأمنية والأمن الوقائي بمشاركة موظفي البلديات أعمالهم وخاصة في قضايا إزالة التعديات، وذلك من أجل الضبط الأمني ومنع أي اعتداء قد يحدث لموظفي البلدية من بعض الأشخاص سواء المواطنين أو من مخالفي نظام الإقامة والعمل. ويشير ظفر إلى أن أي شخص تدخل على ملكه أو يدعي أنه ملكه تصبح عدوه، وبالتالي يعتدي أو يحاول الاعتداء على موظفي البلدية، وخاصة موظفي التعديات، ويضيف: “لذلك نطالب بمشاركة الأمن الوقائي في الأعمال البلدية، فمشاركتهم مهمة في إزالة التعديات وذلك لما يواجهه موظفو تلك التعديات من تكسير زجاج السيارات أو الضرب أو التهديد سواء من الرجال أو النساء”. ممثل القانون ويوضح سهل مليباري الناطق الإعلامي بوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة أن ارتباط البلديات مباشرة بأملاك المواطنين ورصد العقارات وتنظيمها يعطي دلالة للمعتدي بأن رئيس البلدية أو عضوها وهو الذي يمثل النظام والقانون، يضيّق عليه ومن ثم تحوّل المعاملة في ذهن المعتدي إلى أنها قضية شخصية، بينما هي أمور تنظيمية وضوابط وقوانين، فبذلك يتجاهل المعتدي تلك الإجراءات والضوابط، ويعتدي على أحد أعضاء البلدية الذين بدورهم ينفذون ما يصدر من تعليمات وتوجيهات. ويضيف مليباري: “لا بد من مشاركة الجهات الأمنية مع موظفي البلدية سواء مع موظفي التعديات أو موظفي إدارة صحة البيئة أو غيرهم، حيث إن هؤلاء الموظفين يقومون بعملهم الذي له صلة بالمواطن أو المقيم بصفة مباشرة، وقد يحدث من خلال ذلك عدد من الاعتداءات سواء باللفظ أو بالضرب، ولذلك فمشاركة الجهات الأمنية مع موظفي البلدية أمر مهم من أجل الضبط الأمني”. عرض الحائط ويقول محمد المحمادي مشرف التعديات ببلدية العمرة الفرعية: “بحكم اتصالنا المباشر بالسكان من خلال إزالة التعديات وفق اللوائح والأنظمة المتبعة نجد العديد من المضايقات والاعتداءات من قبل الأشخاص الذين يملكون الموقع أو الذين يدعون ملكيته”، مشيرا إلى أن موظفي التعديات يتعرضون بصفة شبه مستمرة للرمي بالحجارة والوقوف أمامهم لكيلا يتم إزالة الموقع، وقد واجهنا مثل ذلك، وبعضهم يستخدمون الأسلحة البيضاء، وآخرون الأسلحة النارية كالرشاش وغيرها، وذلك لمنع موظفي البلدية الذين هم موظفو الدولة من القيام بعملهم على الوجه المطلوب. ويضيف المحمادي أن البعض يهدّد، مع العلم أنهم يعون جيدا الإجراءات والأنظمة إلا أنهم يضربون بها عرض الحائط، معربا عن استيائه من بعض الاعتداءات التي يتعرض لها بعض مراقبي وموظفي البلدية خلال تأديتهم عملهم وتطبيقهم اللوائح والأنظمة، مناشدا أصحاب المحال والعاملين فيها بضرورة احترام موظفي البلدية، الذين يؤدون واجبا وطنيا، تفرضه عليهم واجبات وظائفهم التي يقومون بها على أكمل وجه.