هيمن فيلم (خزانة الألم) حول الحرب في العراق على الحفل ال82 لتوزيع جوائز الأوسكار حاصدا خمس جوائز، بينها جائزتا أفضل فيلم وأفضل إخراج خلال ليلة تاريخية في هوليوود. وأطاح الفيلم المشوق حول يوميات وحدة لنزع الألغام في الجيش الأمريكي تعمل في العراق بمنافسيه، فيما أصبحت مخرجته كاثرين بيغلو أول امرأة تفوز بجائزة أفضل إخراج. وقالت المخرجة وهي المرأة الرابعة فقط التي ترشح للفوز بهذه الجائزة العريقة: “هذه فعلا محطة لا تتكرر في حياة شخص، إنها أهم لحظة في حياتي”. وأضافت المخرجة: “أود أن أهدي هذه الجائزة إلى النساء والرجال العاملين في الجيش الذين يخاطرون بحياتهم يوميا في العراق وأفغانستان وعبر العالم، وأتمنى عودتهم سالمين إلى ديارهم”. أما جائزة أفضل ممثل فكانت من نصيب جيف بريدجز عن دوره في فيلم “كرايزي هارت” الذي يجسد فيه شخصية مغني كانتري، فيما نالت ساندرا بولوك جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “ذي بلايند سايد”. وكانت أمسية مثالية لبيغلو التي تمكن فيلمها ذو الميزانية المتواضعة من التغلب على الفيلم الملحمة “أفاتار” الذي بلغت تكلفته نصف مليار دولار وأخرجه زوجها السابق جيمس كامرون. واكتفى فيلم أفاتار الذي حطم الرقم القياسي في الإيرادات العالمية بحصده ملياري دولار، بثلاث جوائز أوسكار في الفئات التقنية خصوصا فيما كان مرشحا لتسع جوائز. وسميت المواجهة بين بيغلو وكامرون “معركة الزوجين السابقين” إلا أن المخرجين كانا يبتسمان ويمزحان من بعضهما طوال الحفل، وقد أجلسا على مسافة قريبة. وكما كان متوقعا فاز بريدجز أخيرا في الأوسكار بعد أربعة ترشيحات سابقة. وشكر بريدجز والديه الراحلين في كلمة أتت بعد 39 عاما على ترشيحه للمرة الأولى. وقال بريدجز “شكرا أبي وأمي لأنكما سمحتما لي بالتعرف على هذه المهنة المشوقة”. وكانت عينا الممثل قد اغرورقتا بالدموع قبيل ذلك عندما تحدثت عنه الممثلة ميشال بفايفر بشكل مؤثر. في المقابل حققت بولوك سابقة في تاريخ هوليوود باختيارها أفضل ممثلة بعد 24 ساعة من تنصيبها أسوأ ممثلة في الحفل ال30 لجوائز راتزي مساء السبت. وقالت الممثلة بعد تسلمها الجائزة: “هل فعلا استحققت الجائزة أم أنكم سئمتم رؤيتي؟”. ويستند دور بولوك في فيلم “بلايند سايد” على قصة لي آن تويهي الحقيقية التي رعت طفلا مشردا أسود يدعى مايكل أوهير وساعدته على أن يدخل عالم كرة القدم الأمريكية. وأهدت بولوك فوزها إلى “الأمهات اللاتي يهتممن بالرضع والأطفال من أي مكان أتوا منه”، وأشادت بوالدتها الراحلة هيلغا قائلة: “كانت تدفعني إلى التمرين على البيانو ورقص الباليه يوميا عند عودتي إلى المنزل”. وأضافت: “أود أن أشكرها لأنها كانت تذكر بناتها على الدوام أن لا الجنس ولا الديانة ولا الطبقة التي ننتمي إليها ولا لون البشر ولا الميول الجنسية، لا شيء يجعلنا أفضل من الأشخاص الآخرين.. كلنا يستحق الحب”. أما جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي فكانت من نصيب الممثل النسموي كريستوف فالتز لدوره كضابط نازي في فيلم كوينتين تارانتينو “أنغلوريوس باستردز” فيما فازت مونيكا بجائزة أفضل ممثلة في دور ثانوي عن دورها في فيلم “بريشوس”. وفوز مونيكا جعلها خامس ممثلة سوداء تفوز بجائزة أوسكار بعد هاتي ماكدانييل ووبي غولدبرغ وهالي بيري وجنيفر هادسون. وأشادت الممثلة البالغة ال42 بالممثلة ماكدانييل التي شاركت في فيلم “ذهب مع الريح” مشيرة لاحقا إلى أنها اختارت فستانها تكريما لهذه الممثلة. وقالت مونيكا “أود أن أشكر الآنسة هاتي ماكدانييل لأنها عانت حتى لا أعاني أنا”. وأضافت “السبب الذي دفعني إلى ارتداء هذا اللون الأزرق هو أن هاتي ماكدانييل ارتدت عام 1940 اللون ذاته عندما تسلمت جائزتها”. أما فالتز فكان في حالة نشوة بعدما تسلم جائزته من الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروث. وقال “أوسكار وبينيلوبي هذه جائزة كبرى” موضحا “لا يسعني أن أشكركم كفاية، لكن يمكنني أن أبدأ على الأقل الآن: شكرا”. وفاز فيلم آب للرسوم المتحركة حول رجل مسن يربط منزله ببالونات ليعيش حلمه برؤية براري أمريكا الجنوبية بأوسكار أفضل فيلم للصور المتحركة. وحصد الفيلم الأرجنتيني “إيل سيكريتو دي سوس أوخوس” (في سر أعينهم) للمخرج خوان خوسيه كامبانيا جائزة أفضل فيلم أجنبي متغلبا على “حليب الحزن” من البيرو و”ان بروفيت” من فرنسا و”الوشاح الأبيض” من ألمانيا، وهذا ثاني فيلم أرجنتيني يفوز بهذه الجائزة.