بدلا من أن يشتعل نادي الجوف الأدبي ثقافة وأدبا، عاد ليحترق مرة أخرى باشتعال النار في الخيمة الثقافية المخصصة لتنظيم الفعاليات والأنشطة، وذلك بعد خروج الموظفين من النادي ظهر أمس. وأشعل مجهولون النار في الخيمة المخصصة للأنشطة المنبرية التي تم الانتهاء من إعادة تأهيلها نهاية الأسبوع الماضي، وأضاءت النيران ذاكرة الحريق الذي تعرضت له ذات الخيمة العام الماضي على يد مجموعة من المراهقين المحسوبين على تيار المحافظين بالمنطقة، والتي كان من المقرر أن يتم تدشينها رسميا لتحتضن البرامج والأنشطة القادمة بعد معرض الرياض الدولي الذي شارك به النادي. تهديد مسبق أوضح إبراهيم الحميد رئيس نادي الجوف الأدبي في بيان أصدره عقب حادثة الحريق أن مقر النادي الأدبي بالجوف تعرض الساعة 2: 00 من ظهر أمس لعمليات تخريب وتدمير بواسطة مجرمين مجهولين، على حد وصفه، أشعلوا النار في ممتلكاته، ما تسبب في تدمير شامل لصالات النادي التي تم إعادة بنائها أخيرا، وأشار الحميد إلى أن الحادثة الجديدة لحريق النادي اختلفت عن السابقة التي شهدها النادي العام الماضي والتي كانت في الخيمة الثقافية فقط، حيث طالت هذه المرة مكاتب النادي الداخلية التي تقع في موقع آخر بعيد عن الصالات في الخيمة الثقافية التي تقع في فناء النادي. وقال الحميد إن الجناة قاموا بالتخريب والإحراق أيضا في جميع مكاتب النادي الداخلية التي تقع في الدور الثاني بشكل متعمد ومنفصل لكل غرفة، مؤكدا تلقيه تهديدا صريحا عبر رسالة نصية الساعة 11: 41 صباح أمس، من الجوال بالرقم «تحتفظ به الصحيفة»، جاء نصها « هل تعلم بأن قتلك حلال بإذن الله خلال ساعات قليلة وراح تقتل كما قتل جارك حمود وربعه «. وأكد الحميد أن الحريق جنائي ومفتعل بما لا يدع مجالا للشك، وتتولى الجهات الأمنية المختصة في المنطقة حاليا عمليات البحث والتحقيق في القضية، مشيرا إلى أنه لا توجد مناسبة في الأيام الحالية ينظمها النادي لكي يتم التبرير بأنه تم الاعتراض عليها من الجناة وأصحاب رسائل التهديد التي تم إرسالها له، موضحا أن النادي كان يقوم بأنشطته بشكل عادي. جاهزية الخيمة ومن جهته أوضح النقيب عطاالله القاران الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني في منطقة الجوف، أنه تم الانتهاء من عملية الإطفاء التي باشرها الدفاع المدني في مقر نادي الجوف الأدبي والتي لحقت بأجزاء كبيرة بالنادي، مشيرا إلى أنه لم تتضح ملابسات حادثة الحريق إلى الآن فيما إذا كان جنائيا أم غير ذلك. فيما اعتبر أحمد القعيد عضو مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي أن حادث الحريق سيتسبب في تعطيل الحركة الثقافية للنادي في المنطقة، وأنه سيؤثر بشكل مباشر في النشاطات التي ينظمها النادي خلال الفترة المقبلة التي كان من المخطط لها أن تحتضنها الخيمة الثقافية بالنادي والتي كانت جاهزة تماما لذلك، مرجعا السبب إلى الإجراءات المتبعة لطلب تنظيم أنشطة مستقبلية في النادي، وذلك من خلال التنسيق مع الجهات الأخرى التي تمتلك صالات وقاعات تناسب نوعية هذه الأنشطة سواء من جهة جاهزيتها، أو عدم تنظيم نشاطات لجهات أخرى، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخير تنظيم الأنشطة الأدبية خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن النادي عايش هذا الواقع طوال الفترة الماضية التي عقبت الحريق السابق، راجيا أن يتم القبض على الجناة وتطبيق العدالة عليهم. إجهاض الثقافة في حين اعتبر المهندس جميعان الشراري عضو مجلس إدارة نادي الجوف الأدبي والمدير الإداري للنادي أن حادث الحريق الذي شهده النادي وقضى على الخيمة الثقافية بالنادي وعدد من المكاتب الداخلية امتداد لما تمارسه جهات مجهولة تسعى دائما إلى إجهاض الحراك الثقافي والأدبي في المنطقة، ومحاربة الفكر والثقافة والأدب في بلادنا التي يأتي النادي الأدبي كأحد ركائزها وعمودها الفقري، الأمر الذي اعتبره الشراري يتطلب وقفة جادة وصارمة من قبل الجهات الأمنية المختصة في المنطقة لردع المعتدين، وكذلك دعما إضافيا من قبل وزارة الثقافة والإعلام لحماية الثقافة في المنطقة. وأوضح الأديب زياد السالم الشاعر والناقد الأدبي المعروف أن الجميع يعلم من يقف خلف التربص بنادي الجوف الأدبي للعمل على إفشال دور النادي بالمنطقة.