مباريات الهلال إما أن تكون بلسما يعالج كل المشكلات أو طوفانا يفجر الأوضاع ويقضي على كل ما هو جميل.. وهكذا كان الهلال أمام السد القطري في أولى مواجهات البطولة الآسيوية في ذهاب دوري أبطال آسيا.. فالفوز الكبير الذي حققه الزعيم والأداء المبهر الذي ظهر به نجومه في المباراة ألغى كل ما هو جميل في السد القطري حتى قبل المباراة بدقائق.. فالتفاؤل والحماس والروح العالية حولتها الخسارة إلى أزمة فنية ونفسية داخل أروقة زعيم قطر.. ففي ديربي الخليج كما أطلق عليه حسم هلاليا بثلاثية رائعة لنجوم الزعيم أكلت الأخضر واليابس، وقدمت نادي القرن الآسيوي فريقا مختلفا لا يضاهيه فريق سواء محليا أو على الصعيد الخليجي؛ حيث ظهر نجوم الزعيم وكأنهم يؤدون مباراة استعراضية وقدموا مهرجانا للمتعة والفن والمهارة على أرض قطر وفي دوحة الجميع.. اللقاء الخليجي الكبير أكد من جديد أن زعيم هذا الموسم لا يزال جائعا للألقاب والإنجازات وأن ما حققه حتى الآن لا يرضي طموح لاعبيه أو محبيه.. فلا تزال آمالهم كبيرة في مواصلة المشوار الآسيوي وصولا لأبعد نقطة يمكن أن تقف عندها الطموحات الهلالية.. فتسيد الزعيم المباراة وأرضى عشاقه وكسب مزيدا من المحبين والعاشقين للأداء الجميل والمتعة الكروية.. ليخلف وراءه بركانا من المشكلات التي أحاطت بالفريق ولاعبيه ومدربه.. فالزعيم القطري تحول خلال المباراة وبعدها إلى فريق يعج بالمشكلات والخلافات، وطال التشكيك مدربه الرائع كوزمين أولاريو وهو يخسر بالثلاثة.. لتتعالى الأصوات المنتقدة والغاضبة من عدم قدرة الفريق على إيقاف التفوق الأزرق والتصدي للمد الهجومي الذي اكتفى بثلاثة في شباك زعيم قطر.. في حين وصلته الرسالة الزرقاء بأن الزعيم الآسيوي وضع كل ثقله في هذه البطولة، وأنه عاقد العزم على مواصلة مشواره الناجح هذا الموسم واستغلال جاهزيته الفنية للمنافسة الحقيقية على كأس القارة بكل قوة.. صحيح أن المشوار لا يزال في بدايته، وأن الطريق صعب وشاق نحو ذهب القارة الصفراء، لكن البوادر تشير إلى أن بمقدور الزعيم المراهنة على النجاح والاستمرار مع الأقوياء نحو طوكيو ومن ثم إلى أبو ظبي في نهائي أندية العالم، فكل الإمكانات متاحة لتكرار الإنجازات الزرقاء في القارة الصفراء وعبور كل الحواجز كما كان يفعل سابقا حين يواجه الأقوياء ويهزمهم واحدا تلو الآخر.. وما ميز الهلال أمام السد وفي مبارياته الأخيرة أن الفريق أصبح يؤدي كرة قدم محترفة تعتمد على الأداء الفني والعطاء دون أي تأثير في الجوانب النفسية أو تذبذب المستوى؛ حيث يؤدي كل لاعب أقصى ما لديه بمجرد دخوله الملعب، فكرة القدم اليوم أصبحت علما قائما بذاته ومهمة اللاعب فيها نقل الكرة وفق نظام لعب معين يتدرب عليه بعيدا عن أي اعتبارات أخرى تجعل اللاعب رهنا للمزاجية والجاهزية الفنية وغيرها، وهو ما يمزق الفرق المحترفة في العالم، والهلال الآن أصبح أحدها وبكل تأكيد..! باختصار * نتائج الفرق السعودية في الجولة الأولى لدوري أبطال آسيا جاءت متوقعة ومنتظرة، فالاتحاد ليس لديه أكثر مما قدم، والأهلي أمامه مشوار طويل قبل الجاهزية التامة، والشباب سقط عنوة بفعل الإصابات العديدة في صفوفه وجهازه الفني الضعيف! * لقاء النصر بالحزم تم تأجيله من الأسبوع الأول إلى ما بعد ستة أشهر من انطلاق الدوري.. فهل يمكن أن نقول بعد ذلك إن لدينا دوري محترفين في ظل هذا الوضع؟! * لعل أبرز إيجابيات توقف الدوري خلال الفترة الحالية (أسبوعين) السماح للمحترفين الأجانب بمشاركة منتخبات بلادهم دون تضرر الأندية المحلية، فالوقت الذي يعيش فيه الدوري في مختلف دول العالم ذروة منافساته وعز اشتعاله! * إثارة قضية احتجاج السد القطري على مدافع الهلال ماجد المرشدي بعد المباراة هدفها سحب الأضواء من النتيجة الكبيرة إلى قضية فرعية محسومة سلفا!