لا يزال مرتادو الواجهات البحرية والمتنزهات العامة في المنطقة الشرقية يشتكون من أعمال التخريب التي تصيب الأشجار وورود الزينة وألعاب الأطفال، معبرين عن انزعاجهم الشديد لما تتعرض له الحدائق من تخريب، حيث تحول الكثير منها إلى أماكن للهو وتجمع الشباب للتسلية وممارسة الرياضة واللعب بالدراجات النارية، ما يعيق جلوس العائلات، كما تكررت حوادث السرقة والمشاجرات وممارسات التفحيط بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة. وذكر المواطن أحمد حسن أنه وعائلته يقضون نهارهم في الحديقة العامة القريبة من منزلهم، وأنه فوجئ باقتلاع جميع ورود الزينة بعد يوم من زراعتها بشكل تخريبي متعمد، كما أن الحديقة كانت تعاني لفترة طويلة من انحسار الغطاء العشبي نتيجة لحرقه بالجمر، أو اقتلاعه باللعب، وهو ما يجعل من الحدائق العامة مكانا غير مناسب للارتياد؛ لأنها صارت غير مهيأة للعب الأطفال وجلوس العائلات. أما المواطنة زهراء المرهون فتستغرب ما تتعرض له الحدائق من تخريب متعمد بشكل واضح، وتؤكد أن ألعاب الأطفال في معظم الحدائق لا تعمل بسبب العبث الذي تتعرض له، مضيفة أن الورود نادرا ما ترى في الحدائق العامة؛ نظرا إلى اقتلاعها بعد زراعتها، وأوضحت أن أغلب عمليات التخريب تتم في الليل من قبل مجموعات من الشباب تعمل على تخريب الحدائق بشكل مستمر، وتكتب على الجدران عبارات بعضها خادش للحياء، متسائلة عن السبب الذي يدفع هؤلاء الشباب للتخريب. وذكرت الاختصاصية النفسية منال العوامي أن الضغوط النفسية والاجتماعية تقف وراء السلوك التخريبي الذي يسلكه بعض الشباب، حيث يشعرون بتفريغ جزء من طاقاتهم في عمليات التخريب والكتابة على الجدران، وهو خطأ تربوي واجتماعي يجب الالتفات له من قبل الأسر، من خلال تشجيع أبنائهم على هوايات معينة يشغلون بها أوقات فراغهم، وتكون وسيلة لتفريغ ما لديهم من طاقات، كما أن المجتمع يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الشباب والمراهقين، حيث إن أغلب هؤلاء المراهقين لا يجدون أماكن مخصصة لهم فيعملوا على الانتقام من كل ما يقع أمامهم؛ والممارسات التخريبية في الحدائق خير شاهد ودليل.