في مباراة الشباب والأهلي في نصف نهائي كأس ولي العهد السعودي، قدم المدير الفني لنادي الأهلي درسا في الاحترافية عندما استبدل المهاجم الأهلاوي مالك معاذ بعد دقيقة فقط من إخراجه المهاجم الآخر حسن الراهب، والحق يقال إن ما قام به مدرب الأهلي يعد (عين العقل)؛ فمالك معاذ لو أكمل المباراة لما فعل ما فعله البديل الموهوب عبدالرحيم جيزاوي الذي أحرز هدف التعادل للأهلي وحاول جاهدا إحراز التقدم وكاد يفعله. نعود إلى دموع مالك معاذ، الكل يعلم أن مالك نجم (خلوق) ومهاجم لا يشق له غبار، وفي المقابل مالك هذا العام لم يعد مالك العام الماضي، ومالك العام الماضي لم يعد مالك العام الذي قبله؛ أي أن مالك من موسم رياضي إلى آخر وهو في مستوى متدهور، ولا أقول هذا الكلام من باب التشفي (معاذ الله)، إنما من باب المحبة لهذا النجم الخلوق الذي يحمل مواصفات قلما تجدها عند غيره من المهاجمين، ومن لا يعلم ما يحمله مالك معاذ من صفات هجومية فعليه استرجاع شريط الذكريات لبطولة الأمم الآسيوية عام2007، مالك معاذ في مباراة نصف النهائي بكأس ولي العهد، عندما استبدله المدير الفني فارياس، ذرفت دموعه وكسب عطف الجميع من الأهلاوية وغيرهم إلا شخصا واحدا وهو المدير الفني الذي صرح بعد المباراة بأن تلك الدموع لا تهمه (وهو كلام العقل)! مالك نسي أهم شخص يجب عليه أن يتعاطف مع مالك وينتشله من المستويات الضعيفة التي هو فيها منذ عامين، وهو الكابتن مالك معاذ نفسه! يا مالك أنت لم تفعل أي شيء يذكر في المباراة وقبلها في الموسم بأكمله فلماذا كل هذا؟! عليك يا مالك أن تعود كما عرفناك مهاجما خطيرا لا يشق له غبار، الكل يعلم أن اللاعب يمر بظروف منها الإصابات ومنها الظروف النفسية ومنها الروتين الرياضي ومنها.. إلخ من الظروف، ولكن هنا يفرق اللاعب النجم عن اللاعب العادي؛ فالنجوم يا مالك تغيبها حالات الطقس المختلفة ولكنها لا تنطفئ، عليك يا مالك أن تستبدل تلك الدموع بالجد والمثابرة والحرص على استعادة مستوياتك التي دُفنت في العامين الماضيين، ولا تدفن حقيقة مستواك بدموع العجب ودموع الاسترحام يا مالك معاذ؛ فنحن كلنا في انتظارك وقد طالت المدة. * بهدوء الهلال والأهلي في نهائي كأس ولي العهد شرف كبير للفريقين اللعب أمام سيدي ولي العهد، والفوز الحقيقي هو الوقوف أمام هامة (الوالد) سلطان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره أعواما مديدة. في مقالي السابق أوضحت أن الثلاثي ياسر ومالك وسعد أصبحوا أقرب ما يكونون مدافعين للفرق المنافسة لفرقهم من أن يكونوا مهاجمين لأنديتهم، ودعم مقولتي فارياس في الأهلي. مالك وياسر ماذا فعلا ليلة البارحة؟! هل كانا مهاجمين أم ما زالا مدافعين؟! في شهر غيّر الأهلي هيكله أو بالتحديد الأدق نصف هيكله وكانت النتيجة الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، أين هذا العمل من بداية الموسم يا ملهمي الراقي؟! الهلال يحرز بطولة الدوري ويلعب على نهائي كأس الأمير فيصل ويلعب على نهائي كأس ولي العهد، فريق يجبرك لمتابعته على الوقوف له تقديرا واحتراما، التخطيط السليم يعني نادي الزعيم. أين فهد المرداسي من نهائي يحق له أن يقوده؛ فهو شاب ذو لياقة عالية ومهارة تحكيمية ممتازة كان يستحق هذا التكريم، وهو الأجدر بقيادة هذا النهائي. مبروك للفريق الفائز بكأس ولي العهد، وحقا فالفريقان يستحقان الوصول إلى النهائي؛ لما قدماه من مستويات حتى الوصول إلى محطة التتويج والذهب. ودمتم.