أكثر ما يضايقك، أن تخرج من منزلك ولا تجد مخرجا لمركبتك، أو تعود في وقت متأخر من ليل بعد فسحة عائلية ولا تجد مكانا تركن فيه، هذه باختصار مشكلة شارع بأكمله في مروج الرياض.. السبب ليس جارا مزعجا ومزاجيا إنما شركات تأجير استحوذت على الشارع وعرضت مركباتها مستغلة مواقف المباني الخاصة غير آبهة بساكنيها الذين اشتكوا حتى ملوا الشكوى، ولجؤوا إلى “شمس” بعد أن ضاق الأمر بهم ذرعا. أبعدوهم عن شارعنا يقول سعد الصويغ أحد ساكني الحي: “منذ مدة طويلة ونحن لا نجد مواقف لسياراتنا، فهي شبه محوّزة لأصحاب تلك الشركات، وما نخشاه هو الحوادث العابرة التي قد تدفع أحدنا للخروج منتصف الليل للذهاب إلى مستشفى أو توفير مستلزم ضروري، حينها أحدنا لن يكون على يقين بأنه سيصل أو سيكمل مشواره إن لم يستعن بسيارة أجرة”. ويضيف: “ المشكلة أن هذه الشركات ما إن تسحب سيارة من أحد مواقفنا، حتى تزج بأخرى، مما جعلنا نعيش قلقا كبيرا”. وفيما إذا كان قد تقدم هو أو أحد أبناء الحي بشكوى يوضح: “لجأت إلى إمارة الرياض وشرحت لهم الوضع كاملا، وتم التوجيه بإزالة الضرر وأحيلت القضية إلى الشرطة، وأتى بعد ذلك عمدة الحي ووقف على الوضع وذهبت معاملتنا إلى المحكمة الجزئية، وصدر حكم بإبعاد تلك السيارات من أمام منازلنا، ولكن تنفيذ الحكم لم يتم بشكل كامل، وهذه المشكلة مستمرة منذ عام ونصف العام”. ويضيف: “نحن نريد من المسؤولين محاسبة المقصرين في تنفيذ قرار إزالة لمركبات هذه المحال”.. ويلمح الصويغ إلى أمر خطير ويقول: “ما يقلقنا أكثر هو أن سكن العمالة التابعة لتلك الشركات في تلك المحال فهم بذلك يتعقبون أبناء الحي ونساءنا في ذهابهم وعودتهم، وهذا أمر مزعج وخطير يجب الوقوف عنده”. بلا فائدة ويؤكد الشيخ ناصر اليحياء مؤذن مسجد الحي المجاور لتلك المحال أن الكلام الطيب لم يجدِ نفعا مع أصحاب تلك المحال، ويقول: “تحدثنا معه لكن بلا فائدة ثم ذهبنا إلى البلدية وأتى حينها معنا مندوب تعاطف معنا كثيرا ولكن للأسف دون فائدة، ثم ذهبنا إلى المرور وتعاطفوا كذلك معنا؛ حيث أمروا بإزالة السيارات ما يقارب خمس مرات، وما إن يذهب رجل المرور حتى تعود السيارات إلى مواقفها في تحدٍ صريح لقرارات الجهات الرسمية من تلك المحال”. ويضيف اليحياء: “كان لدى جماعة المسجد شخص كبير بالسن ومعاق كان يصلي في مسجدنا باستمرار، وبعد فترة فوجئنا بغيابه وعندما سألنا عنه اكتشفنا أنه تحول للصلاة في مسجد آخر لعدم قدرته على الدخول إلى مسجدنا بسبب ضيق المساحة والزحام الذي تسببه تلك السيارات، وكذلك هناك من يشتكي من المصلين من السيارات التي تسهم في توسيخ ثياب المصلين بالتراب عند التصاقهم بها أو مرورهم عليها في سبيل الوصول إلى المسجد”. وفيما إذا كان النظام يسمح لأولئك بإيقاف أكثر من مركبة أمام المحل يوضح اليحيى: “لا، فالنظام يسمح بثلاث مركبات فقط لكل محل، ولكنهم يتجاوزون الأنظمة والقوانين لعدم وجود من يتابعهم”. الدور علينا ويشير مالك مؤسسة بيع سيارات في الشارع ذاته (فضل عدم ذكر اسمه أو مؤسسته) إلىأنه تكبد خسائر كبيرة بسبب محال التأجير، ويفكر في الانتقال إلى موقع آخر، ويضيف: “حتى السيارات لم تسلم منهم فقد تعرضت ل(خدوش) من أكثر من جهة رغم ذلك صبرت وتحملت وتعاملت مع الموقف بنية طيبة، لكن يبدو أن الأمر يحتاج إلى تدخل عاجل حتى لا يبتعد التجار والمستثمرون عن المنطقة، فهناك محال كثيرة أقفلت بسبب محال التأجير، وأخشى أن يكون الدور علينا مستقبلا”.