عاد المنتخب المصري لكرة القدم إلى فرض هيمنته على قارة إفريقيا، قارة النجوم السمراء الذين صالوا وجالوا في الملاعب الأوروبية ومتعوا عشاقها، أقصى منتخب شحاتة المنافسين الأشداء، وجندل صناديد كرة القدم الإفريقية وبدد أحلامهم. إنه منتخب الأبطال والفرسان الذين شربوا من ماء النيل شربة الانتماء، ونهلوا من أكاديمية شحاتة الأداء الرجولي والقتالي بأسلوب حديث يرسم أجمل لوحات الفن الكروي في أبهى الحلل وأكملها. منتخب لا يعرف اليأس، ولا يستكين للظروف، خرج من تصفيات كأس العالم فظن بعضهم أنه وقف عند هذا الحد، لكن الفهم المصري العالي إداريا وفنيا حول مرارة الخروج إلى دافع قوي لتحقيق منجز مصري جديد أشبه بالمعجزة. إنه الدرس المصري الجديد في علم كرة القدم التي تعرف سبيلا واحدا إلى القمة وهو الإصرار والتحدي، ومنتخب مصر حمل مشعل التحدي وواجه كل العوائق الصعبة التي أحاطت بالبطولة الإفريقية في نسختها ال27 في أنجولا، ونجح الجهازان الإداري والفني لذلك المنتخب الممتع في انتشال فريقهم من كبوة الخروج الحزين من كأس العالم، وما صاحبه من ضغط إعلامي ونفسي شديدين على لاعبي الأحمر الذين أنصتوا لدرس معلمهم شحاتة وطبقوا ما أراد فكان المجد الإفريقي الذهبي بانتظارهم. ليت المنتخبات الخليجية قاطبة تتعلم من الدرس المصري في هذه البطولة للتخلص من العثرات التي لازمت المنتخبات الخليجية في المرحلة الأخيرة؛ إذ لم يتمكن أي منتخب خليجي من التأهل إلى كأس العالم رغم ما يرصد لتلك المنتخبات من دعم مالي كبير!.. ثمة خلل بيّن ولا يحتاج إلا إلى الاستماع لمحاضرة شحاتة لنعرف كيف تحول لاعبو مصر من منتخب خاسر في منافسة دولية إلى منتخب جامح في منافسة قارية مدججة بالمنتخبات القوية. رذاذ: ** شحاتة وأحمد حسن والحضري الأفضل، والهداف محمد ناجي، يا لها من أمجاد كتبها المصريون بمداد النيل الأزرق على صفحة قارتهم ومنجم بطولاتهم. ** العمل الجماعي ثمرته الإنجاز وبلوغ الأهداف حتى إن كانت صعبة أو مستحيلة، في وسطنا الرياضي والإعلامي نفتقد روح العمل الواحدة لذلك يتأخر الإنتاج ويغيب الإبداع..! ** هناك حديث عن تدني نسبة الحوادث المرورية في مدينة الرياض؛ لكن أخطاء قائدي المركبات في تزايد فأين النظام المروري من ردع المتهورين ولاسيما من فئة الشباب..؟!