يواجه أهالي حي شرق المحدود لذوي الدخل المحدود شرق مدينة الهفوف، جملة مشاكل تتمثل في انعدام الخدمات؛ فالحي يفتقد وجود شبكة مياه وصرف صحي، كما يفتقد السفلتة والإنارة؛ ما يجعل ساكنيه يعيشون في معاناة يومية تتكرر معهم منذ أن سكنوا في المخطط الممنوح للمواطنين من قبل الحكومة قبل عشر سنوات مضت. وايت الماء.. علامة بارزة ويقول الحاج علي حجي إن أكثر معاناته نابعة من عدم وجود شبكة مياه، وذلك منذ سكنه في الحي، موضحا أن أهالي الحي ينقصهم الماء ويضطرون إلى شرائه عن طريق الوايتات وتصل قيمة الوايت الواحد إلى أكثر من 100 ريال، وفي حال ازداد الطلب عليه تتضاعف قيمته، خصوصا في أيام المناسبات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الوايتات تكون خارج الخدمة حينما تهطل الأمطار؛ وذلك لعدم تمكنها من الوصول بسبب عدم سفلتة المخطط. لجوء وعودة ويروي عبدالرؤوف محمد: “حينما هطلت الأمطار بكثافة هذه السنة اضطررنا إلى ترك بيوتنا والسكن في شقق مفروشة بتكلفة 500 ريال كل يوم للشقة وأكثر، وذلك لمدة أسبوع إلى أن تجف الطرق؛ حيث إن المخطط امتلأ بالأمطار في ساحاته وأصبحت الطرق غير المعبدة طينية ومملوءة بالوحول؛ ما يصعب الوصول إلى بيوتنا، فتركنا المنازل متجهين إلى الشقق المفروشة والفنادق، وهذا يزيد من معاناتنا نحن وأسرنا ومعنا أطفالنا وصغارنا خصوصا الذين هم في المدارس”. لا توجد مدارس أو حدائق في المخطط وقال ماهر الهميلي إن حيهم لا تتوافر فيه مدارس، وهو الأمر الذي يزيد من معاناتهم؛ إذ إن أطفالهم مضطرون إلى المشي لأقرب مدرسة في حي الملك فهد لمسافة تزيد على ألفي متر وسط الأتربة والطين في حالة سقوط الأمطار. وأما في فصل الصيف فتزداد المعاناة؛ إذ إن حرارة الشمس تنال من أطفال المدارس في طريقهم اليومي. كما طالب أمانة محافظة الأحساء بإنشاء حدائق، وذلك كي تكون متنفسا لأهالي الحي، فيما يؤكد عبدالوهاب الخليف أن بقاء المنطقة بلا شبكة صرف صحي يشكل خطرا عليهم من الحشرات، خصوصا حينما تسقط الأمطار، حيث تتجمع على شكل بحيرات ومستنقعات خطيرة. تأخر إنجاز الإنشاءات وأوضح إسماعيل الوحيمد فيقول إن الكثير من سكان الحي يريد بناء منزل حتى يستقر ويتخلص من هم الإيجار السنوي للشقق والمنازل، خصوصا مع وجود الغلاء الفاحش، لكن حينما يبني يجد أن شبكة المياه والصرف الصحي لم تصل، فيضطر إلى التأخير، كما أن من قام بعملية البناء يستأجر الوايتات لرش البناء، خصوصا في مراحله الأولية، وهكذا تتكرر المشكلة مع كل من أراد بناء منزله. تغطية 30 % فقط ويقول مصطفى السماعيل إن مصلحة المياه والصرف الصحي غطت 30 في المئة من الحي بشبكة المياه، بينما بقية الحي لم تغط. وحينما ناشدنا المقاول قال إنه مكلف بتغطية 30 في المئة من الحي فقط، ويتساءل السماعيل: “هل ترسو مناقصة على مقاول لنسبة 30 في المئة من الحي فقط؟”، ويضيف: “حينما طالبنا بالصرف الصحي رد المهندس المسؤول بأنهم لن يغطوا سوى من وصلهم الماء”، وأشار السماعيل إلى أن عددا من سكان الحي خاطبوا وزير الكهرباء والمياه في سبيل البحث عن حل لمشكلتهم.