يلفت لقاء المنتخب المصري الأول لكرة القدم مع نظيره الجزائري اليوم في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية الأنظار، لعدة أسباب يأتي في مقدمتها أنه يجمع منتخبين عربيين سيضمن أحدهما الوصول إلى المباراة النهائية، بينما يعد السبب الأبرز ما شهدته لقاءات (الخضر والفراعنة) من أحداث مؤسفة مجردة من الروح الرياضية واللحمة العربية في لقاءاتهم الثلاثة الأخيرة في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، التي كان آخرها في أم درمان. وبعيدا عن الأحداث الأخيرة، فإن اللقاءات المصرية – الجزائرية، دائما ما تشهد أجواء مشحونة نظرا للتنافس الكبير بينهما، وعدم رغبة أي منهما في أن يفرض الآخر تفوقه عليه. ولم يكن طريق المنتخب المصري حامل لقب البطولة في النسختين الأخيرتين، مفروشا بالورود، حيث وقع في المجموعة الثالثة التي ضمت إلى جانبه منتخبات نيجيريا وموزمبيق وبنين، واستطاع تصدر المجموعة وكان الوحيد بين بقية نظرائه الذي صعد إلى ربع النهائي بالرصيد النقطي الكامل. قبل أن يواجه المنتخب الكاميروني ليقصيه ب (التخصص) من البطولة، ليكون أبناء المدرب حسن شحاتة قد انتصروا على منافسهم في آخر ثلاث مواجهات جمعتهما. ويعد المنتخب المصري من أكثر المنتخبات ثباتا بالمستوى ويميزه تقارب خطوطه، والتعاون الكبير بين لاعبيه الذين اشتهروا بقتاليتهم على الكرة والثقة والروح المعنوية العاليتين؛ وهو ما جعلهم يستطيعون العودة بنتيجة المباراة، أمام الكاميرون ونيجيريا، حيث كان المنتخب المصري متأخرا بهدف في اللقاءين قبل أن ينهي المباراتين فائزا بذات النتيجة (3 / 1). وعلى الرغم من غياب محمد أبو تريكة، واستبعاد عمرو زكي وأحمد حسام (ميدو)، إلا أن المنتخب المصري لعب البطولة دون أن يتأثر لغيابهم نظرا لوجود البديل الجاهز. ويعول المدرب حسن شحاتة كثيرا على القائد أحمد حسن الذي لعب مباراته رقم 170 بقميص منتخب بلاده خلال مواجهة الكاميرون الأخيرة، ووائل جمعة وعصام الحضري ومحمد زيدان، ويعد ذلك الرباعي ركائز أساسية كانت لها كلمة السر في التألق اللافت لمصر بمشوارها بالبطولة. وعلى الجهة الأخرى، أثبت المنتخب الجزائري أنه استحق عن جدارة واستحقاق الوصول إلى نهائيات كأس العالم رغم الانتقادات التي وجهت له بعد الخسارة في أول مبارياته بالبطولة من نظيره المالاوي 0 / 3، حيث جاء الرد سريعا بالفوز على مالي ومن ثم التعادل مع أنجولا، وفي الدور ربع النهائي تلاعب رجال المدرب رابح سعدان بمنتخب ساحل العاج قبل أن يتغلبوا عليه بثلاثة أهداف لهدفين. وعانى المنتخب الجزائري من تكرر الإصابات لبعض لاعبيه وفي مقدمتهم المهاجم رفيق صايفي، وهو ما أثر بالسلب على الأداء الهجومي لمحاربي الصحراء، حيث جاء التأهل إلى الدور ربع النهائي وفي رصيد الجزائر هدف واحد فقط أحرزه رفيق حليش إلا أن لقاء ساحل العاج أثبت أن الجزائر تملك خط هجوم قويا ورائعا قادرا على التسجيل تحت أي ظرف. ويلعب المدرب رابح سعدان بالطريقة الإيطالية البحتة، بتأمين دفاعه قبل التقدم إلى الأمام وهو ما جعله يتعرض للنقد من بعض المنتمين للوسط الرياضي في الجزائر، إلا أن جميع من انتقده عاد ليشيد بما قدمه، بعد الثلاثية التي تم تسجيلها في الدور ربع النهائي. ويشكل مجيد بوقرة ورفيق حليش ثنائيا متميزا في دفاع الجزائر، بينما يعتبر كريم زياني كلمة السر في خط الوسط وفشلت مساعي جميع المنتخبات في الحد من خطورته نظرا لتحركاته المتميزة دون كرة. ويخشى الجهاز الفني في المنتخبين من تأثير عامل الإرهاق على مستوى اللاعبين، خصوصا أن تأهلهما جاء بعد تمديد مباراتيهما بالدور ربع النهائي إلى الوقت الإضافي، وسيكون القلق الجزائري أكبر نظرا لاضطراره إلى السفر لمدينة بنجيلا التي تقيم فيها البعثة المصرية، وخاض المنتخب المصري أربع مباريات على الملعب الذي سيحتضن اللقاء، عكس منافسهم الذي لم يسبق أن وطئت أقدام لاعبيه أرضية ذلك الميدان.