من الحكمة أن يستمع الزوج إلى زوجته وأن يمنحها الحق في التعبير عن آرائها حول العديد من الموضوعات المشتركة وغير المشتركة بحرية تامة ومن دون أن يقلل من قيمة تلك الآراء وأهميتها في تقوية لحمة العلاقة بينهما. لكن للأسف بعض الأزواج يعتبرون أن الزوجات ليس لهن رأي وأنهن مجرد متلقيات وعليهن السمع والطاعة دون نقاش، وفي هذا إجحاف لحقهن الطبيعي في الشراكة القائمة بينهم بموجب عقد الزوجية، وفيه انتقاص لحقوقهن وعقولهن. فالمرأة لم تعد جاهلة بل تعلمت وأصبحت طبيبة ومهندسة ومعلمة ومنهن من بلغن شأنا كبيرا في مختلف المجالات والعلوم. والإسلام دعانا إلى العناية بالمرأة ومعاملتها بما يليق بها لأدوارها العظيمة التي تقوم بها؛ فهي الأم والأخت والزوجة وهي العمة والخالة والجدة، وهي روح ومشاعر إنسانية مثل الرجل تماما. لذلك لا يليق أن نعاملها بقسوة أو نعتبرها مجرد آلة لإنجاب الأطفال وخدمة المنزل. وفي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوة في كيفية معاملة أزواجه. كما دعانا إلى العناية بالنساء وقال: “استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله تعالى”. أيها الأزواج، إنها دعوة للدخول في نقاشات مفتوحة مع زوجاتكم بعيدا عن التعصب والعصبية، وستندهشون لما يملكنه من أفكار، وستجدون أن مساحات التقارب ازدادت بينكم وصارت العلاقة أكثر دفئا.