يأتي تطبيق برنامج “جلوب” البيئي في بعض مدارس التعليم العام تعزيزا لنشر منهج البيئة في الإطار التعليمي، وهو من البرامج العالمية الحديثة التي طبقتها وزارة التربية والتعليم حديثا في عينة من مدارسها تمهيدا لاستكمال جميع مراحل تطبيق هذا البرنامج ليشمل جميع مدارس التربية والتعليم. ويهدف برنامج “جلوب” إلى تكوين فريق عمل من جميع بلدان العالم من معلمين وطلاب بحيث يكون هناك تعاون مع علماء للبيئة، ويتم إجراء دراسات في جميع مجالات البيئة لجمع بيانات بيئية عن جميع مناطق وبلدان كوكب الأرض، حيث يقوم الدارس والمتعلم في البرنامج بجمع البيانات عن طريق الأجهزة والأبحاث العلمية والمشاهدة والملاحظة، ثم تدوين هذه البيانات وإدخالها في موقع البرنامج على شبكة الإنترنت، حيث يوجد مركزه بمدينة بولدر بالولايات المتحدةالأمريكية. تنوع بيئي يؤكد عبدالله الشبانة أحد الطلاب المشاركين في البرنامج بالصف الثالث الثانوي، أهمية البرنامج لما يقدمه من تعريف بنوعية البيئة التي تواجهنا، ويقول: “عن طريقه بدأنا التعرف على كل ما تحتويه مكونات التربة أو الصخور من مواد بيئية، وقد بدأ الطلاب التفكير جديا في الالتحاق بالتخصصات الجيولوجية في الجامعات بسبب كثرة المعلومات التي قدمها لهم هذا البرنامج في المدارس”. ويقول عالي الكناني مشرف البرنامج في مجمع الأمير سعود بن نايف التعليمي بالدمام: “كشف لنا هذا البرنامج مدى أهمية وحرص الطالب السعودي على أهمية البيئة بالنسبة إليه من خلال حرصهم على تعلمه وفهمه وإتقانه، الأمر الذي سهّل علينا كمدربين إيصال المعلومات والشروحات لهؤلاء الطلاب من خلال الندوات أو الدورات التي نعقدها بصفة مستمرة”. ويضيف الكناني: “تتميز البيئة المحلية بوجود الكثير من البيئات؛ لذا يسهل علينا تطبيق هذا البرنامج من خلال هذا التعدد والتنوع في مجال البيئة، ونرتبط مباشرة بمقر البرنامج عالميا، وبشكل يومي، عن طريق إدخال بعض المعلومات المهمة عن طريق موقع البرنامج على شبكة الإنترنت”. 7 مدارس بالشرقية من جانبه يوضح محمد الشهري المشرف العام على البرنامج في إدارة تعليم المنطقة الشرقية، أن البرنامج معلوماتي بشكل كبير، وتعد السعودية الدولة الرائدة في تطبيقه في الشرق الأوسط، ويحظى بمتابعة وتشجيع من قبل المسؤولين بصفة مستمرة، وقال: “تم تطبيق البرنامج في سبع مدارس بتعليم الشرقية إلى الآن، ونطمع في مشاركة المزيد من المدارس الثانوية الأخرى”. وعن الدعم المقدم لهم أضاف: “تم توفير مبالغ مالية جيدة، وستصرف بعض الأدوات الخاصة بالبرنامج وتوزع على جميع المدارس”. ويستطرد قائلا: “سيلتحق عدد من الطلاب المشاركين في البرنامج بدورة تدريبية عن هذا البرنامج في كندا الصيف المقبل بمشاركة كثير من دول العالم المطبقة للبرنامج”. عمل جماعي ويحدد الدكتور هادي بحاري المنسق العام للبرنامج بوزارة التربية والتعليم هدف البرنامج، بقوله: “هذا البرنامج يعنى بالتعلم والملاحظة العالمية من أجل إفادة البيئة، وهذا ما تعنيه كلمة GLOBE، ومن منطلقها تتحدد أسباب تطبيق البرنامج في مدارس التعليم العام، حيث يعد برنامج “جلوب” اتفاقية تعاون بين حكومتي السعودية أمريكا، فهو برنامج عالمي وعلمي تطبيقي يعتمد على التعلم بالممارسة، وينمي مهارات البحث العلمي في مجال البيئة لدى أبنائنا الطلاب، ويربط بين الطلبة والمعلمين ومجتمع البحث العلمي تعزيزا لروح العمل الجماعي وتحقيقا للتعاون العلمي في محاولة لتعلم المزيد عن البيئة المحلية من خلال ما يقوم به الطالب من الدقة في جمع البيانات والملاحظات التي يقوم بها ويشاهدها، كما أنه يقوم بتوظيف الإنترنت بشكل مفيد من خلال دخول الطلاب على موقع البرنامج لإدخال البيانات التي حصلوا عليها من دراساتهم الحقلية، بالإضافة إلى التواصل مع طلاب العالم ذوي الميول العلمية خاصة في المجال البيئي عبر منتدى الموقع”. ويشير بحاري إلى أن برنامج “جلوب” يخدم الجانب التطبيقي في مناهج العلوم والرياضيات بشكل عام والنشاط اللاصفي بشكل خاص، حيث يحقق الأهداف العامة للتعليم في مجال العلوم والرياضيات. أوسمة تميّز ويستطرد بحاري قائلا: “يلاحظ على أهداف هذا البرنامج أنه لا يعتمد على اتجاه خطي يملؤه التفكير المجرد، أو ما يسمى بالنظرية، بل يحوي أبعادا من الاتجاهات تبني المعرفة الضمنية للطالب؛ فهو مزيج بين جانب التنظير من خلال الندوات والمحاضرات والقراءات العلمية التي يقرؤها الطالب، وبين جانب الممارسة والتطبيق من خلال القياسات العلمية التي يقوم بها الطالب لأنشطة الجو والتربة والماء والغطاء النباتي”. ويؤكد أن البرنامج يدفع الطالب نحو تنمية مهارات التفكير العلمي من خلال الشعور بالمشكلة وإثارة الكثير من التساؤلات حيالها، ثم إبراز العلاقة بين المشكلة والعوامل التي أدت لحدوثها؛ للوصول في نهاية المطاف لحل المشكلة”، وقال: “قام أبناؤنا الطلاب المشاركون في البرنامج بإجراء كثير من الأبحاث العلمية في مجال البيئة، كان من ضمنها بحث علمي يهتم بمشكلة زلزال العيص، كما قام آخرون ببحث ظاهرة المربعانية بمنطقة الرياض، وفريق آخر بحث مشكلات السيول التي واجهت المنطقة الغربية ممثلة في محافظة جدة”. وعن أبرز إنجازات المدارس التي طبقت هذا البرنامج، يقول: “حصلت كثير من المدارس المطبقة للبرنامج على أوسمة التميز والمراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عطفا على تميز المعلمين والطلاب المشاركين في البرنامج وحصولهم على أوسمة التميز، وبالتالي بدأنا في جني الثمار، ونرى تلك الأهداف تتحقق من خلال نواتج ومخرجات البرنامج التي نلمسها ويتلمسها المجتمع المحيط بمدرسة جلوب”. حق لكل طالب وفيما يتعلق بإمكان تطبيق البرنامج في جميع مدارس الوزارة، يقول خالد عسيري المنسق الوطني للبرنامج في وزارة التربية والتعليم: “تقوم طبيعة البرنامج على أخذ القياسات من منطقة الاختبار البيئية وإدخالها عبر النظام العالمي للإنترنت والمتمثل في موقع برنامج “جلوب” البيئي، وهنا يكون فيه نوع من صعوبة التطبيق في جميع المدارس داخل السعودية، نظرا إلى صعوبة استيعاب النظام الإلكتروني لهذا الحجم الكبير من عدد المدارس، كما أن طموحاتنا المستقبلية تجعلنا نسعى جاهدين ليصل هذا البرنامج لكل طالب، وما دام نشاطا علميا فهو حق مشروع لكل طالب”. وعن العقبات التي تواجه تطبيق البرنامج، يقول: “لا توجد- ولله الحمد- أي عقبات تواجه مسيرة البرنامج، لما يجده القائمون على البرنامج من دعم مادي ومعنوي من وزير التربية والتعليم، حيث يتم تطبيقه وفق خطة زمنية محددة بحيث يصبح شاملا لجميع مناطق السعودية ومحافظاتها لتتاح الفرصة لجميع أبنائنا الطلاب الذين لديهم اهتمامات بيئية للانضمام لفريق برنامج جلوب السعودية”.