ظلت بعض الدول الأوروبية التي تتميز بتجانس تكوينها السكاني والأصول المشتركة، تشكو من تدفق المهاجرين الأجانب على أراضيها، وأبدت مخاوفها من أن يؤدي ذلك إلى اهتزاز مكوناتها الثقافية.. وهو الأمر الذي يبدو وشيك الحدوث في جنوب إيطاليا من واقع أعمال الشغب الأخيرة التي ارتكبها مهاجرون أفارقة وتميزت بالعنف. وعادت هذه الأزمة للأضواء عندما نشر روبرتو سافيانو المؤلف الإيطالي كتابا حولها، أوضح فيه أن عصابات المافيا هي السبب الأساسي لاندلاع هذه المتاعب العنصرية؛ لأنها تتحكم في تحركات هذه العمالة. وأثار الكتاب النقمة على سافيانو وأصبح لا يتحرك إلا تحت الحراسة طوال اليوم. وفي لقاء مع مجلة تايم الأمريكية، أوضح المؤلف أن ثلاثة آلاف مهاجر يعيشون في وادي روزارنو في الجنوب ويتنقلون فيه حسب فرص العمل الزراعي، ويخضعون لنظام تخديم صارم تديره المافيا التي تجلبهم إلى المزارعين بأجور متواضعة دون أن توفر لهم وسائل الراحة المطلوبة. وأشار الكتاب إلى الدور السلبي لحكومة البلاد وغض طرفها عن هذه المشكلة رغم أنها بدأت بتفريغ الجنوب منهم وترحيل الآلاف إلى مراكز احتجاز بعد أعمال الشغب المذكورة.