هذه الكتابة ليست دفاعا عن أحد، هي دفاع عن منهج المصداقية والنقد المتجرد الذي ينبغي أن يسود في إعلامنا.. هي أيضا ليست انحيازا ضد شخص أو اسم، لكنها بالتأكيد ضد الاتهامات الظالمة والتأجيج والإقصاء والمتاجرة بالوطنية.. إلى آخر قائمة الأساليب البالية التي صُدمتُ بالفعل وأنا أقرأها قبل يومين تحت اسم الزميل صالح الحمادي، خاصة وهو يحمل درجة الدكتوراه ويشغل حاليا مدير تحرير في جريدة الوطن الغراء.. أقول هذا وأنا أعرف أن حرف (الدال) لا يضيف للأشخاص إن لم يضيفوا له بفكرهم ووعيهم، وأعرف أيضا أن المناصب الصحافية لا تعني شيئا إذا لم يكن هناك فرق بين الكرسي ومن يجلس عليه، وهنا لا أقصد أحدا بعينه إنما أتحدث بشكل عام. سأتجاوز الألفاظ الساذجة التي كتبها (الدكتور) وأركز على نقد الفكرة والخلط العجيب الذي إن كان جاء عن جهل فهو مصيبة، وإن كان متعمدا فالمصيبة أعظم، حيث شن الكاتب هجوما كاسحا على برنامج (خط الستة) الذي تبثه قناة أبوظبي الرياضية.. لن أدافع عن البرنامج على الرغم من أن الجميع يدركون أنه واحد من أنجح البرامج على مستوى الوطن العربي، ومن أكثرها نسبة مشاهدة وتفاعل، بل إنه ساهم برفع سقف النقد وأحرج وسائل الإعلام الأخرى، وهو يبرز مهمة الإعلام الحقيقي ودوره المؤثر، صحيح أن لبعض أعضائه آراء غريبة وهم يخرجون عن النص أحيانا، لكني لست بصدد الكتابة عنه الآن، فموضوعي هو أسلوب (التجني والمغالطات والقذف) الذي ينبغي نبذه وكشف عواره، ولعل مقالة صالح الحمادي الأخيرة هي أبرز مثال عليه، خاصة وهي كما ذكرت لا تصدر عن شاب حديث التجربة بل تحمل توقيع رجل أكاديمي لملامحه سيما تتنافى مع كل حرف خطه! وإذا كان من الغريب أن يتهم الحمادي زملاءه رباعي البرنامج بأنهم: (ارتضوا الدونية وقبضوا حفنة من المال على حساب مواطنتهم وشرف المهنة) فإن من المفجع أن يقارنهم بأسماء مثل (المسعري والفقيه وعطوان وقناة العالم) وما بين الأقواس نقلته نصا من كتابته المليئة بالاتهامات الخطيرة.. ثم إنه زاد على كل ذلك وهو يشير إلى أن (ثلاثة من الرباعي يعرفون معنى شيخ القبيلة..) في إشارة عنصرية تضرب صميم الوطنية وتخالف النهج الإسلامي، فبلد الإنسانية لا تفرق بين مواطنيها ولا تصنفهم، ثم إن من تعاونوا مع قناة الدوري والكأس مثل الكابتن القدير خليل الزياني والدبيخي والداوود وغيرهم، لم يتهمهم أحد حينها بشيء على الرغم مما يعرفه الجميع عن الوضع آنذاك. كتابة الحمادي مزايدة مكشوفة وقمع فاضح واستغلال بشع للظروف، وسعي معوج للتحريض، إضافة للخلط العجيب الذي احتوته، مثل قوله: (.. رجالنا البواسل يذودون عن حياض الوطن على الأطراف الجنوبية، ورباعي خط الستة يزرع الفتنة.. مجتمعنا بكل أطيافه يتعاطف مع كارثة جدة، ورباعي خط الستة يتشدق بالتنظير.. قناتنا الذهبية تسجل حضورا رائعا، ورباعي خط الستة يبحث عن ملح ينثره على جراح الوهم).. انتهى.. ولا أدري لماذا يتألم هكذا طالما أنها جراح وهم كما يعبر؟ إن قناة أبوظبي الرياضية (إضافة إلى برامجها المميزة) تقدم عملا إعلاميا احترافيا بكل ما تعنيه الكلمة، ولأن السعودية والإمارات بلدان شقيقان، فالقناة خدمت رياضتنا كما تخدم الرياضة هناك، واسألوا الجماهير السعودية عن رأيها بالقناة وبرامجها ومعلقيها لتعرفوا أي نكهة كانت تضيفها للدوري وتضفيها عليه.. أما بعض إعلامنا فإنه يحرج نفسه بمثل هذا الطرح المتشنج البعيد عن المصداقية والمشحون بافتراءات سافرة لا تسيء إلا لأصحابها!