أكد أكاديمي سعودي وجود أزمة ثقة حقيقية بين جيلي الشباب والآباء أسهمت في هدر كثير من الطاقات الشبابية ومكنت الجيل السابق من السيطرة على المناصب القيادية في الجهات الرسمية والمؤسسات والشركات، ودفعت بالشباب إلى خارج نطاق منطقة العمل والتأثير؛ فلم يجدوا لهم مكانا رغم إبداعهم وقدرتهم. وقال الدكتور إبراهيم الدويش عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم في محاضرة ألقاها على هامش مؤتمر الأوقاف الثالث الذي نظمته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، تحدث فيها عن فنون في التعامل مع الشباب إن هذا الأمر مخالف لمنهج الرسول الكريم الذي وضع الثقة بالشباب وولاهم الجيوش واعتمد عليهم فيما يخص الأمة، حتى إننا لم نجد خطابا عاما خاليا من أي تكليف أو عمل تطبيقي لهم. وأضاف: “إذا أنكرنا على الغرب دفع أولادهم خارج البيت عند سن معينة، فإننا ينبغي أن ننكر على أنفسنا الاحتفاظ بأولادنا ليبلغوا سنا كبيرة وهم في كنف الآباء لا يعتمدون على أنفسهم في شيء ولا يستطيعون اتخاذ قرار يتعلق بحياتهم”. وعن ضرورة إتاحة الفرصة للشباب في التعبير عن ذاته، علق قائلا: “كثير من الشباب يصرخ هأنذا، أنا موجود، هل ترونني، والمربي الحاذق من يفطن إلى رغبة الشباب في التعبير عن أنفسهم باهتمامهم بمظهرهم أو فعل أمور لافتة للنظر؛ فالشاب المفحط مثلا شجاع في نظري، لكنه لم يصرف شجاعته في المصرف الصحيح؛ لأنه لم يجد من يوجهه إلى ذلك”. وحذّر من سياسة الكبت والإهانة وتحطيم الذات والمعنويات، وقال إنها تقتل الشباب، وتقتل الإحساس بالكرامة، والصورة المأساوية موجودة ولكن لا نريد نقلها. وأكد الدويش ضرورة مراعاة النواحي النفسية لدى الشباب، مثل تقبيل الشاب أو ضمه أو وضع اليد على كتفه والمسح على رأسه وغيرها من الحوافز المادية والرمزية، والثناء على الشباب والمناداة بالكنية لرفع الهمة. ووجه الدويش نصائح للشباب بقوله: “أنتم القادرون على صناعة أنفسكم، لا تنتظروا من يأتي ليصنع موهبتكم”، وأضاف: “يظن بعض الشباب أن النجاح وليد الحظ والمصادفة، وليست القضية كذلك؛ لأن هؤلاء لم يعرفوا النجاح؛ فهو حليف أصحاب الهمم القوية”. ونبَّه إلى أنه لا مجال للفشل في ديننا الذي يجزي الإنسان على مجرد الهم والنية، وزاد: “استغربت من اختراعات شبابنا المبتعثين وابتكاراتهم، وقلت كيف أنجزوا وبرعوا لما وردوا البيئة العلمية التي تفجر الطاقات وتثري الإبداعات بينما عندما كانوا بيننا قتلت طاقاتهم”.