الفضوليون صفة عامة تطلق على كل شخص فضولي و (حشري) ولقد عايشت شخصيا كثيرين من هذا الصنف في مجالات ومناسبات مختلفة. يزاحمون الآخرين بكل وقاحة ويسمونها جرأة، يقدمون أنفسهم لمن لا يعرفهم على حقيقتهم بأساليب مقَنّعة لا مجال للآخرين للتشكيك فيها من خلال سيرة ذاتية مليئة بالأكاذيب، ويسبغون على أنفسهم من خلالها مختلف المراكز والمناصب والخبرات والشهادات الزائفة؛ حيث إن ذلك لا يتطلب إثباتا من الطرف الآخر، لذا فهم آمنون من هذا الجانب. يملؤون الساحة على أكتاف طيبة الآخرين وثقتهم، ويحضرون في معظم المناسبات إن لم يكن جميعها، والتي لا يتمتع أصحاب الحق الفعلي بالحضور فيها.. لماذا؟ لأنهم لا يرتبطون بعلاقات شخصية مع أحد، ولأنهم لا يكذبون. هؤلاء المتسلقون لديهم القدرة على سرعة التلون وتغيير جلودهم والالتفاف سريعا لإنقاذ أنفسهم من أي مأزق، يتمتعون بحس استشعاري يحتاطون به عند اكتشاف زيفهم، هم كالزئبق الذي يستحيل الإمساك به. في العديد من المناسبات والمهرجانات الثقافية الخارجية تجدهم أول الحضور، لكن وجودهم شكلي فقط، حيث إنهم لا يملكون ما يؤهلهم لتمثيل مجتمعاتهم لأنهم بكل بساطة عديمو المعرفة والثقافة، وحضورهم بكل أسف يسجل سلبا للمجتمع الذي ينتمون إليه.. ولكن هذه النوعية مع كثرة وجودها السلبي ينكشف زيفها، ومهما حاولت تغطية المستور يتبنون فلسفة ساذجة تزجهم من هذا المأزق، فإنهم بدلا من ذلك يعمقون جهلهم ويكشفون للآخرين بكل غباء حقيقتهم وزيفهم، ولكنهم مع كل ذلك لا يخجلون، فقد أدمنوا الكذب والخداع وأصبح ذلك جزءا لا يتجزأ من تركيبتهم الشخصية.