عالم يقتل فيه المسلمون المصلون.. وفيه تهان المساجد والمقدسات.. عالم تداس فيه المصاحف والمكرمات.. وفيه تباح الرذائل.. ما قصة هذا العالم الغريب؟ ومن أبطال هذه القصة؟ وفي أي أرضٍ تدور أحداثها؟.. إنها قصة يرسم أحداثها (براعمنا الصغار). وتدور في العالم الرقمي.. وتبدأ بشراء الأب لطفله قرصا مدمجا (CD) صغيرا في حجمه، ولكنه كفيل بتدمير عقول شباب مجتمعٍ كامل.. فينسجم الطفل مع تلك اللعبة فتراه جالسا في إحدى زوايا البيت مشدودا نحو شاشة صغيرة، ويداه تمسكان بإحكام بجهاز التحكم الصغير، صاغيا لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية، تخفت حينا وتعلو أحيانا أخرى، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي.. فلمَ كل هذا الانسجام؟! تتفنن الشركات المصنعة لتلك الأقراص في طرق إغواء الطفل الصغير'، فتهدم القيم والمبادئ الإسلامية لديه وتشوه الأخلاقيات التي تربى عليها، وتزرع في نفسه روح العنف والإرهاب والتخريب.. وتظهر الإسلام على أنه دين جهل وتزمت وإرهاب. والأدهى والأمر أن يقوم برعمنا الصغير بالتثليث والركوع لغير الله عندما ينتصر في مرحلة ما من مراحل اللعبة مرتديا الصليب.. مقبلا إياه كلما ذاق حلاوة النصر.. معتقدا أنه تلك الطاقة التي أعانته وساعدته في النصر.. بل لا يستطيع أن يتجاوز مرحلة ما حتى يقوم بهدم مسجد فيها أو قصف المصلين فيه. وقد يقول البعض إنهم لا يرون تطبيقا عمليا مباشرا لهذه التصرفات، وأن هذه الأشياء لا تؤثر في أبنائهم أو إخوانهم.. وهذا الشيء أجاب عنه العالم المصري الراحل الدكتور أحمد المجدوب، أحد أبرز العلماء العرب في مجال الدراسات الاجتماعية، قائلا: “ليس شرطا أن يحدث السلوك العنيف بعد مشاهدة العنف مباشرة كما يعتقد البعض، بل إن مشاهد العنف تختزن في العقل الباطن، وتخرج حينما تتيح لها الظروف الخارجية وهذا من خلال مثير يشجع العنف المختزن في العقل الباطن على الخروج”. وهذا مما يسهل الدرب لأصحاب الفكر الضال السيطرة على عقول هذه البراعم عندما تكبر لتقبلهم السريع لفكرة القتل والتدمير والإرهاب والمختزنة في عقولهم الباطنة.ومن المدهش حقا أن حكومات الدول المنتجة لهذه الأشرطة أوجدت لها قوانين صارمة لتداولها بين الأطفال من تشديد للعقوبات على من يبيعها لهم، كما أنها حذرت - ولا تزال - من اللعب بها أمام الصغار في البيت أو التساهل بمنحهم الفرصة لممارستها.. بينما نهديها أبناءنا وبكل بساطة (على البارد المبرد).