في الكثير من دول العالم تطالعنا الأخبار عن مساهمات الفنانين من (ممثلين، مطربين، رسامين، مصورين... إلخ) في مناسبات ومهرجانات إنسانية متنوعة وبدون أي مقابل مالي، بحيث يعود ربع هذه المشاركة كدعم للمؤسسات الاجتماعية المختلفة، كل حسب الجانب الإنساني الذي يتبناه، كالجمعيات التي تعنى بالفقراء والأيتام، أو أطفال التوحد، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، أو أصحاب فرط الحركة، وغيرها من الجمعيات الإنسانية الأخرى. إن هذا هو أقل ما يمكن أن يقدمه الفنان لمجتمعه، ولكي تتحقق مساهمات الفنانين لا بد من تذليل الصعوبات التي ربما تكون عائقا، فبعضهم لا يملك قيمة مصاريف السفر وتبعاته من إركاب وسكن وإعاشة ومواصلات في حالة كون المشاركة خارج حدود مقر إقامته، وعليه لا بد من مساهمة القطاعات الأخرى سواء كانت حكومية أو مؤسسات مدنية بالتكفل بمصاريف الاستضافة كاملة.. واستباقا لما قد يتبادر إلى ذهن البعض من أن تكلفة الاستضافة ستكون أكثر من مردود المشاركة وبالتالي فإن عدمها أفضل، أقول من وجهة نظر متواضعة إن هذه الرؤية غير صحيحة، يقيني أن هنالك عائدا ماديا كبيرا من جراء هذه المشاركة، ناهيك عن الهدف الأسمى والأهم وهو الجوانب الإيجابية التي ستنعكس على نفسيات المستهدفين أساسا بالحدث، وكما أشرت في المقدمة فإن الكثير من دول العالم تنظم مهرجانات فنية مختلفة هدفها إنساني بحت، تتخطى كافة الحواجز السياسية والإيديولوجيات. فما المانع لدينا وفي مجتمعنا من أن تستضاف فرقة مسرحية، أو معرض فني للرسم أو التصوير وغيره؟!! مجرد سؤال.