أصابت الخسارة القاسية التي تعرض لها فريق الاتحاد الأول لكرة القدم، أنصار الفريق بخيبة أمل؛ على اعتبار أن أكثر المتشائمين لم يكن يتوقع أن تُمنَى شباك فريقهم بهذه النتيجة، التي كشفت حقيقة الواقع الذي يعيشه الاتحاد خلال الفترة الحالية. وتفاوتت ردود الفعل الاتحادية، خاصة داخل الأوساط الجماهيرية التي شهدت جدلا واسعا بين مطالِب برحيل الدكتور خالد المرزوقي رئيس النادي، والتأكيد على ضرورة استقالته؛ نظرا إلى اتباعه سياسة يرونها غير مناسبة ولا تخدم الاتحاد، ومعارض لهذه الخطوة ممن يرون أن استمرار الرئيس مطلب لاستقرار النادي وأوضاعه. وحمَّل جزء من الجماهير، الأرجنتيني كالديرون مدرب الاتحاد مسؤولية الخسارة، التي وصفوها ب(الكارثة)، وكذلك الأداء غير المقنع للاعبين، في مقدمتهم حارس الفريق مبروك زايد الذي شهد هجوما لاذعا. “شمس” بدورها فتحت ملف الاتحاد الساخن وغاصت في أعماق قضاياه الشائكة لكشف حقيقة ما يدور في الوسط، ابتداء من الخسارة الثقيلة التي مُني بها الفريق في مواجهته أمس الأول، والتقت الكثير من الشخصيات الاتحادية الذين لم يترددوا لحظة واحدة في تشخيص واقع ناديهم بآرائهم التي ننشرها في سلسلة حلقات متتالية.. نُقصّ شريطها بالحلقة الأولى اليوم. قناعات كالديرون في البداية، أوضح الأمير خالد بن فهد الرئيس الأسبق لهيئة أعضاء شرف النادي، أن خسارة الاتحاد من الهلال بخماسية تأتي استمرارا للخسارتين السابقتين أمام الاتفاق والشباب؛ بسبب قناعات الأرجنتيني كالديرون مدرب الفريق في تغيير بعض اللاعبين، مؤكدا أنه شخصيا حذر في وقت سابق من حدوث كارثه فنية مثل التي حدثت أمام الهلال، مشيرا إلى أن الاتحاد كان يحتاج إلى تدعيم صفوفه بلاعب مهاجم بعد إصابة نايف هزازي وطالب بالتفاف أعضاء الشرف حول ناديهم. الدبلوماسية المفرطة فيما رمى طلعت لامي رئيس نادي الاتحاد ورئيس هيئة أعضاء الشرف سابقا بالمسؤولية في ملعب المدرب وإدارة النادي بقيادة الدكتور خالد المرزوقي، وطالبها بتغيير سياستها والتخلي عن الدبلوماسية المفرطة، رافضا وصف سياسة الدكتور خالد المرزوقي بالضعيفة، وقال: “الاتحاد تلقى خسارة كبيرة في مباراته أمام الهلال، ويجب على الإدارة أن تتعامل بحزم مع اللاعبين، خاصة الذين يحصلون على بطاقات ملونة ويشكل غيابهم (لخبطة) فنية لأوراق الفريق”، وحمَّل لامي الجزء الأكبر من الخسارة لكالديرون مدرب الفريق. صدمة قاسية وصف اللواء محمد بن داخل عضو شرف الاتحاد الخسارة من الهلال بخمسة أهداف بالصدمة، مشيرا إلى أنها كانت قليلة؛ قياسا بالفرص التي أهدرها الفريق الهلالي، وحمّل المدرب كالديرون والمحترفين الأجانب نسبة كبيرة من الخسارة القاسية وغير متوقعة من الهلال، وقال: “أخطاء كالديرون كانت واضحة من خلال لعب الفريق من دون تكتيك فني داخل الملعب، وفتح الملعب للهلال، إلى جانب خطئه بالاحتفاظ براشد الرهيب على مقاعد الاحتياط رغم جاهزيته”، وتساءل: “إن لم يكن الرهيب جاهزا فلماذا يضعه على مقاعد البدلاء؟”. وأكد ابن داخل، أن خط دفاع فريقه ظهر ضعيفا ومفككا، مستغربا الزج بمبروك زايد في ظل عدم جاهزيته، ووجَّه انتقادا قويا إلى المحترفين الأجانب بقوله: “لوسيانو ضعيف وغير مؤهل للعب ضمن صفوف الاتحاد ومستوى المغربي هشام بوشروان من سيئ إلى أسوأ، وأصبح عبئا على الفريق ويبحث عن التسديدات من أي مكان دون جدوى ودون التفاهم مع زملائه”. مشددا مرة أخرى على أن النتيجة قاسية ومفاجئة، والاتحاديون لا يتحملون مثل هذه النتائج، متمنيا أن تتدارك الإدارة الوضع وتناقش المدرب واللاعبين وتحاسب المقصرين، خاصة أن المشوار لا يزال طويلا والأوضاع تحتاج إلى إعادة نظر. كما حمَّل محمد بن داخل الجهني إدارة الاتحاد السابقة مسؤولية إهمالها المراحل السنية، مشيرا إلى أنها لم تهتم بهم ودفعت مبالغ كبيرة للاعبين في نهاية حياتهم الكروية. وقال: “لو دفعت هذه المبالغ في تجهيز لاعبين صغار في السن يخدمون لفترة طويلة لكان أفضل لهم من دفعها في لاعبين منتهين”. وأشار إلى أنه يفترض أن يكون اللاعبون بعيدين عن المشكلات التي تحدث في الاتحاد أو أي ناد آخر، على اعتبار أن المشكلات الإدارية تحل بين الإداريين ولا دخل للاعبين والجهاز الفني بها”. مؤشر خطير ويرى أحمد مسعود عضو شرف النادي ورئيسه السابق، أن ضرر الخسارة الثقيلة بخمسة أهداف يتعدى فقدان الثلاث النقاط، مؤكدا أنه مؤشر قوي للابتعاد عن لقب الدوري إذا ما استمر الفريق على وضعه الحالي، وطالب إدارة النادي والجهازين الفني والإداري واللاعبين بعقد جلسة مصارحة؛ للبحث عن الخلل وإصلاحه، رافضا اتخاذ أي قرار بإقالة كالديرون بعد تحقيقه نتائج جيدة مع الفريق، وقال: “الخسارة بهذه النتيجة لا تعني أن الاتحاد ضعيف وسيظل قويا، لكنه افتقد في اللقاء البدلاء الجاهزين”، مستبعدا أي دور لغياب الثنائي محمد نور وأمين الشرميطي لتلقي خسارة ثقيلة بهذا الشكل؛ بدليل الفوز في مباريات سابقة من دون مشاركة نور، الذي يظل لاعبا كبيرا يحتاج إليه الفريق، وقال: “يجب ألا يكون غياب نور مبررا دائما للخسارة الفريق”.