احتلت السعودية المركز الأول من حيث عدد صفقات الاندماج والاستحواذ على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال الربع الثالث، حيث تم إنجاز 14 صفقة. وجاءت دولتا الإمارات والكويت في المرتبة الثانية ب11 صفقة لكل منهما. فيما شهدت الأردن عشر صفقات ومصر ثماني صفقات خلال الربع الثالث. وأوضح فيل جاندير رئيس خدمات استشارات الصفقات في شركة إرنست ويونج الشرق الأوسط أن قطاعي الخدمات المصرفية والمالية والمنتجات الصناعية المتنوعة تصدرا القطاعات التي تمت فيها عمليات الاندماج والاستحواذ، حيث تم تنفيذ تسع صفقات في كل قطاع على حدة، ليأتي قطاع صناعة النفط والغاز في المركز الثاني بثماني صفقات، في الوقت الذي شهد فيه قطاع إدارة الأصول سبع صفقات. وكانت صفقة استحواذ شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة، التي تتخذ من الإمارات مقرا لها، على شركة تشارترد السنغافورية لتصنيع أشباه المواصلات أكبر صفقات الربع الثالث، حيث وصلت قيمة هذه الصفقة إلى 1.8 مليار دولار. وجاءت صفقة استحواذ مغربية محلية في المرتبة الثانية، حيث استحوذت شركات الملكية الوطنية للتأمين “وطنية” و“فيبار” القابضة و“فاينانس كوم” على شركة الاتصالات المغربية “ميدي تليكوم”، حيث بلغت قيمة هذه الصفقة 1.13 مليار دولار. وقال جاندير: “شكلت الصفقات المحلية نحو 55 في المئة من إجمالي نشاطات الاندماج والاستحواذ، فيما احتلت الصفقات الصادرة والواردة المرتبتين الثانية والثالثة بنسبة 25 في المئة و20 في المئة على التوالي. وأوضح أن استمرار انخفاض السيولة في الأسواق الإقليمية سينعكس سلبا على الصفقات المحلية والصادرة. مبينا أن الشركات الإقليمية تتطلع إلى التركيز على الكفاءات الأساسية التي لا تجبرها على استنزاف أصول غير أساسية لصالح المشترين الإقليميين والأجانب. وتوقع أن تنفض الشركات الإقليمية آثار الأزمة الاقتصادية العالمية عن كاهلها العام المقبل، حيث ستندفع هذه الشركات نحو بيع الأصول التي لا تحقق الأداء المرجو منها، وستبحث عن صفقات استحواذ في القطاعات التي تتميز بالكفاءة فيها. وذكر تقرير شركة إرنست ويونج للربع الثالث أن عمليات الاندماج والاستحواذ المعلن عنها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تراجعت بنسبة 54 في المئة خلال الفترة من يونيو الماضي وحتى نهاية سبتمبر 2009، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغت عائدات الربع الجاري 7.14 مليار دولار، فيما كانت 15.64 مليار دولار في الفترة ذاتها من 2008. وتراجع عدد صفقات الاندماج والاستحواذ في الربع الثالث بنسبة 26 في المئة، حيث تم الإعلان عن 97 صفقة، مقارنة ب134 صفقة في الفترة نفسها من العام الماضي. وانخفض عدد الصفقات الصادرة بنسبة 40 في المئة، حيث كان عددها في الربع الثالث العام الماضي 42 صفقة، فيما وصل عددها في الربع الثالث العام الجاري إلى 25 صفقة. وفي الإطار نفسه، شهدت الصفقات المحلية تراجعا، حيث انخفض عددها من 75 إلى 53 صفقة. في المقابل، ارتفع عدد الصفقات الواردة على نحو طفيف، حيث بلغ عددها 19 صفقة في الربع الثالث لهذا العام، مقارنة مع 17 صفقة في الفترة نفسها من العام الماضي، أي بزيادة بلغت 12 في المئة. وتراجعت قيمة الصفقات المحلية في الربع الثالث للعام الجاري بنسبة 60 في المئة لتصل إلى 2.55 مليار دولار، مقارنة ب 6.3 مليار دولار في الفترة نفسها من 2008. كما انخفضت عائدات الصفقات الصادرة بنسبة 54 في المئة، لتصل إلى 4.15 مليار دولار بعدما كانت 8.95 مليار في الربع الثالث من العام الماضي. وفي الوقت الذي تراجع فيه متوسط حجم الصفقات من 184 مليون دولار إلى 166 مليون دولار خلال الربع الثالث من عام 2009، تراجع أيضا عدد الصفقات التي تزيد قيمتها على 500 مليون دولار من 9 في المئة إلى 7 في المئة في الفترة نفسها. وأشار التقرير إلى انخفاض عدد الصفقات التي لا تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار بشكل طفيف من 64 في المئة في الربع الثالث من العام الماضي إلى 63 في المئة في الفترة نفسها من العام الجاري. ولاحظ توجه المستثمرين بشكل متزايد نحو الصفقات المتوسطة الحجم (التي تتراوح قيمتها بين 100 مليون و500 مليون دولار)، التي شهدت نموا من 27 في المئة في الربع الثالث من عام 2008 إلى 30 في المئة في الربع الثالث من العام الجاري.