تعلّمنا منذ بلوغنا الثقافي والعلمي أن هنالك أدوات وعوامل في الحياة تعتبر وسائط تربط ما بين الشعوب على اختلاف لغاتهم ودياناتهم وأجناسهم وأعمارهم. وتتعدد هذه الوسائط وتختلف.. لكن لكل واحدة منها دورها في صناعة الجسر الذي يحقق هذه العلاقة، ومن أكثر هذه الوسائط التي تصنف كأكثر القنوات تأثيرا (الرياضة، والفن بمختلف ألوانه، والجوانب الثقافية المختلفة، ثم التجارة والمصاهرة). فالفن بمختلف أنواعه خلق لغة مشتركة بين جميع الشعوب متخطيا كل الفوارق والاختلافات والحواجز من لغة ودين وحدود.. ومثله الثقافة بكل شواربها، وتأتي التجارة وما فيها من مصالح مشتركة، والمصاهرة وما يتولد عنها من روابط أسرية. وتتميز الرياضة كونها تشكل وسيطا عالميا ترك تأثيره في جميع الشعوب دوب تحديد هوية أو دين أو جنس أو سن، ولم تحل أي من التصنيفات المذكورة للشعوب من أن يكون لكل فريق أو لاعب معين، محبين ومشجعين من جنسيات وديانات مختلفة. لذا فالرياضة كسرت كل الحواجز ومع ما تخلقه من تعصب لدى البعض يعتبره أطرافه حقا مشروعا يعبرون من خلاله عن تشجيعهم لفريقهم أو لاعبهم المفضل، لكن أن يتعدى ذلك إلى ممارسة العنف الذي يؤدي إلى الشحن النفسي والتوتر الذي يقود إلى التطاول والإساءة التي تمس كيانات شعوب ودول، وتخلف رواسب تكون نتائجها معاكسة للمبادئ التي تقوم عليها الرياضة، ويشوه الوجه الحقيقي للرياضة التي من المفترض ألا تتعدى كونها جسرا يصنع الحب والتفاهم بين الشعوب، بدلا من الحقد والكراهية.