من المعلوم للجميع أن من الأساسيات والمبادئ التي قامت عليها الدولة السعودية، إقامة شرائع الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا كما جاء في النظام الأساسي للحكم. وما أود التطرق إليه هو جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي قدم أفراده، ولا يزالون يقدمون ويبذلون كل ما يستطيعون من أجل منع أو التحذير من بعض السلوكيات المنحرفة أو الخاطئة من خلال المتابعة والجولات الميدانية، على الرغم مما يلاقونه أعانهم الله من الإساءات التي أقل ما يقال عنها إنها تجاوز صريح وعلني على أناس يؤدون واجبا دينيا ووطنيا أسست له الدولة منذ قيامها؛ ليكون إحدى ركائزها الأساسية، وقبل ذلك أسسه المولى سبحانه وتعالى بقوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران: 104) في الواقع، إنني ومن خلال متابعتي للإعلام وبالذات المقروء صُدمت بالكثير ممن يحاربون، وأقولها صراحة (نعم. يحاربون) بل وصل إلى حد العداء لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الحقيقة، أنني عندما أسمع “مراهقا” أو حتى شابا في مثل عمري مستاء من تصرفات بعض أفراد “الهيئة” قد لا أستغرب وبالذات ممن لا يزال في مرحلة المراهقة؛ لأنه نظر إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منظور ضيق جدا، وهو ما يعتبره تقييدا لحريته الشخصية المزعومة، وتحديدا في الأسواق أو الأماكن التي تشهد ارتياد العائلات بشكل كثيف، وهذا “مربط الفرس”، لكن (وضَعوا مليون خط أحمر تحت كلمة لكن)، أن يخرج علينا في شاشة التلفزيون أو على صدر إحدى صفحات الجرائد من يفترض أن يكون وصل إلى مرحلة وعمر يستطيع معهما الحديث باتزان؛ لأن ما سيقوله أو يكتبه سينصت إليه أو يقرؤه النسبة العظمى من أبناء هذا البلد، فبالله عليكم كيف سيكون حال هؤلاء بعد سماعهم أو قراءتهم لمن يتوسمون فيه الخير والقدوة لهم، وآثار العمر والسنين واضحة على ملامحه، وإذا به يطالب بإلغاء “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.. يطالب بأن نحذف آية من كتاب الله عز وجل من قاموس حياتنا، أليس هؤلاء من تسببوا في إثارة من يقرؤون أو يستمعون إليهم على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ثم لا غرابة أن نسمع عن تعرض أفراد “الهيئة” للسب أو الإهانة في بعض الأحيان سواء من الشباب أو من الفتيات. إن الحديث عما تتعرض له “الهيئة” يطول كثيرا، ونحن أبدا لا نقول إن أفراد الهيئة ملائكة لا يخطئون وجميع أعمالهم صحيحة 100 في المئة، لكن وللعلم فقد أثبتت المتابعة والدراسة أن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أقل الأجهزة الحكومية أخطاء، بل إن الإيجابيات أكثر من السلبيات.