هاهو ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين ينهي كل التساؤلات والتكهنات والمخاوف حول كارثة جدة، بأمر ملكي حمل جوانب دينية وقيادية ورقابية وإنسانية واجتماعية، ووضع حلا واضح المعالم والاتجاهات لما حدث. بُعد نظر الملك عبدالله وحرصه على شعبه ويقينه بحجم المسؤولية، كل ذلك أوجد مبادئ مثلى للعدل والمساواة، وأخرج للعالم بأسره قوانين في التلاحم والإنسانية والتعاضد بين الحاكم والمحكوم بلغة واضحة قولا وفعلا. تطرق الأمر الحكيم إلى استدعاء أي مسؤول أيا كان، ومساءلته، ما يكشف عن فكر رائد وقيادة تستقي أنظمتها وقوانينها من الشريعة الإسلامية، وقد وضعت هذه الجزئية من الأمر تحذيرا وبيانا واضحا لكل مسؤول بأن الخطأ لا يقبل، والخلل لا يستمر، والتهاون لا يستثنى من المتابعة الدقيقة، حرصا على منظومة حياة الإنسان وتنمية الوطن، وذلك ما سينعكس على العديد من مناحي التنمية بالإيجاب في كافة المناطق، والتسريع بعلاج مكامن الخلل وبواطن النقص في مشروعات المدن، لذا فإنه أمر في صورة نظام وقانون يحارب الخطأ ويوظف ويعزز تأصيل ثقافة الإنجاز، ويحاسب المسؤول بكل حزم. حكمة وسداد رأي وقد ثمن عدد من المسؤولين الأمر الملكي الذي يعالج جذور المشكلة ويؤسس لواقع جديد من المسؤولية والشفافية في ديوان العمل العام. وعبر الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة عن عظيم الامتنان والشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على صدور أمره الكريم بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لتقصي الحقائق ومحاسبة المقصرين وسرعة صرف الإعانات للمتضررين من السيول والأمطار، مؤكدا أن هذا الأمر يحمل في طياته الحكمة وسداد الرأي. وقال: “إن محاسبة المقصرين ضرورة يمليها الدين الحنيف وضمائرنا الصحيحة» وهذا ليس بمستغرب على قيادتنا الرشيدة، وعلى ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، سدد الله خطاه على طريق الخير والصلاح. ومن جهة أخرى ثمّن الشيخ عبد العزيز بن حميّن الحميّن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدعم المتضررين من سيول جدة وإيوائهم ووضع جميع الإمكانات تحت تصرف اللجان التي شكلت لخدمتهم ومساعدتهم مع صرف إعانات لهم لتمكنهم من العيش الكريم والراحة، مشيرا إلى أن هذا الموقف الراسخ والتوجيهات السديدة تؤكد حرص قيادتنا الرشيدة دائما على حماية المجتمع من الأخطار ومعالجة آثارها وتحقيق راحة وسلامة المواطنين في كل الأحوال. وضع الأمور في نصابها وقال الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى وزير العدل: “إن المتأمل في مضامين الأمر الملكي الكريم الذي حسم التداعيات المؤلمة الناتجة من هطول الأمطار على محافظة جدة، يستقرئ في دلالاته معاني كبيرة تجسد حجم المسؤولية التي يستشعرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تجاه وطنه ومواطنيه، وكل مقيم على أرض السعودية”. وأوضح أن الأمر الكريم وضع الأمور في نصابها الصحيح، وطمأن الجميع إلى أن كل نفس قضت في هذا الحادث الأليم هي في وجدان خادم الحرمين الشريفين، عطاء مجزياً، وتعقباً صارماً، فالعطاء ضاعف الدية إلى عشرة أضعاف، والتعقب وما يتلوه من سؤال وجزاء حفل به منطوق الأمر الكريم، في مبادرة سريعة لتحمل تبعة المسؤولية التقصيرية ومساءلة كل مخطئ ومقصر، وإعطاء رسالة ذات دلالة واضحة لكل مسؤول في الدولة بأن الأمانة كبيرة، والمسؤولية جسيمة، ولا تهاون في الحساب. وأضاف: “لقد شفى خادم الحرمين الشريفين ما في النفوس من لوعة، وكفكف الدمعة، وعزم بكل قوة على متابعة خلفيات الموضوع، لمنع تكرار أمثال هذه الفاجعة، فالمصائب بغتات، وليس في الشر أسوة، ولا في الخطأ قدوة، ولا دليل أهدى من التوفيق، وقد أبرأ خادم الحرمين الشريفين بهذا الإجراء الحاسم ذمته، ودلل بالمقاييس القيادية أن عزائم الأمور في خيارها، وأن للمسؤوليات تبعات تُتقى عواقبها”. حزم وعاطفة إنسانية وأشاد الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بقرار صرف مبلغ مليون ريال لذوي كل شهيد غرق في سيول جدة، وتعويض جميع المتضررين في ممتلكاتهم الخاصة، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ما حدث، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية على حدة أو أي شخص له علاقة بها. وأشار الدكتور خوجة إلى أن إسراع خادم الحرمين الشريفين بما عرف عنه من عدل وحزم وعاطفة إنسانية إلى إصدار هذا الأمر الملكي الكريم، وإنجاز ما تضمنه فورا ومن غير تسويف أو تأخير أو إبطاء، يأتي ضمن حرصه على وضع الأمور في نصابها الصحيح وتحديد المسؤولية بالنسبة إلى الكارثة المأساوية. وقال الدكتور خوجة: “إن الأمر السامي الكريم كله خير وكله أمانة ونبراس لكل حاكم عادل، اقتداء بالخليفة الراشد عمر الفاروق عندما قال: لو أن بغلة عثرت في أرض الفرات لكنت مسؤولا أمام الله عنها”.