تنطلق في الساعات الأولى من صباح اليوم قوافل نحو ثلاثة ملايين حاج من حجاج بيت الله الحرام بالصعود من مكةالمكرمة إلى مدينة الخيام البيضاء، مشعر منى، لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة المصطفى “صلى الله عليه وسلم” وسط منظومة استعدادات وخدمات وإمكانيات عالية المستوى. ولبس مشعر منى أبهى حلله، وتجمل بأفخر ثيابه وأغلاها، وامتطى من الإبداع ما يفوق الكلام وصفا والمشاعر تعبيرا، ليس لأنه يحتضن أضخم المشاريع في الأماكن المقدسة فحسب، بل لما يكتنزه من روحانية إيمانية، ومشاعر فياضة تحرك الوجدان والأفئدة اكتسبها من استقباله لجموع حجاج بيت الله الحرام اليوم الثامن من شهر ذي الحجة لقضاء يوم التروية استعدادا للوقوف بصعيد عرفات ثم رمي الجمار في أيام التشريق. وأوضح الدكتور فواز بن علي الدهاس مدير وحدة المتاحف بجامعة أم القرى ل” شمس” أن منى سميت بهذا الاسم لما يمنى فيه من الدماء، وقيل لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس منى، وهي تقع ما بين مكة والمزدلفة على بعد سبع كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، وعن طريق النفق أربعة كيلومترات، وبها يبيت الحجاج ليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة لمن يتعجل وليلة الثالث عشر لمن يتأخر. وأبان الدكتور الدهاس أن هذه الشواخص موجودة منذ العقود الإسلامية القديمة فمع مرور الزمن وتكاثر الحجاج يصعب الوصول إلى الرحى موقع الرمي فكانت هذه الشواخص الثلاثة، مشيرا إلى أن رمي الجمرات كان في السابق من جهة واحدة. أما عن يوم التروية فقال الدكتور فهد العريني الأستاذ المشارك بكلية الشريعة بجامعة أم القرى ل”شمس” إن يوم التروية سمي بهذا الاسم لأنه لم يكن بعرفة ومزدلفة ماء في الزمن القديم وكان الناس في اليوم الثامن يستقون الماء لحمله معهم إلى عرفات ومزدلفة ويتروون منه.