أجزمت معالجة شعبية سعودية أنها أنقذت أكثر من 200 قدم من بتر قرَّره أطباء بارزون، بفعل “خلطة سرية” اكتشفتها لعلاج “الغرغرينا”؛ ما جعلها تطالب وزارة الصحة بتبني اكتشافها الطبي. وعلى الرغم من تقدم العلوم الطبية وانتشار المستشفيات والمراكز العلاجية المزودة بأحدث الأجهزة إلا أنه وفي المقابل انتشر المعالجون الشعبيون في كل مكان وأصبح لبعضهم برامج على القنوات الفضائية يدغدغون مشاعر الحالمين بالشفاء من أمراضهم التي عجز الطب الحديث عن مداواتها، وهو ما جعل الأمر يختلط على الكثيرين من الراغبين في الاستعانة بهم خوفا من المدعين الذين دخلوا المجال دون معرفة بأسس التداوي بالأعشاب مستغلين جهل وحاجة بعض المرضى. وتعد السيدة أم فهد إحدى المعالجات الشعبيات اللاتي ذاع صيتهن، وكثر الحديث عن إنجازاتهن العلاجية، حيث بدأت ممارسة هذه المهنة قبل 20 عاما تمكنت وعلى حد قولها من علاج أكثر من خمسة آلاف حالة داخل السعودية وخارجها بعضها في فرنسا. أعشاب ذهبية وعدّت أم فهد أن الدخلاء على هذه المهنة هم من أساؤوا إليها، وعكسوا صورة مشوهة عن التداوي بالأعشاب، مشيرة إلى أنهم لا يعرفون الأعشاب جيدا ولا محاسنها ولا خطورتها. وقالت إنهم يحرصون على شراء الأعشاب الرخيصة دون النظر إلى نوعياتها، وتجد أن بعضهم يحرص على الأعشاب الحبشية ويبتعد عن الحضرمية لارتفاع سعرها الذي يساوي في كثير من الأحيان سعر الذهب. وقالت أم فهد ل“شمس” إن بدايتها كانت في مدينة حائل وهي في سن متقدمة، قبل أن تنتقل أخيرا إلى الرياض للبحث عمن يتبنى خبرتها التي اكتسبتها من والدتها التي كانت تعرف بالمداوية الأولى في حائل. خلطة سرية وأشارت إلى أن أول اكتشافاتها في هذا المجال كان أثناء مرض والدتها بداء الغرغرينا وكان في أول مراحله، حيث أعدت لها خلطة مكونة من أربعة أصناف عشبية طبيعية، وبعد عدة أيام تماثلت للشفاء. ومن هناك كانت بدايتها في اكتشاف علاج لعدد من الأمراض كالصدفية والأمراض الجلدية الأخرى. وأكدت أم فهد أنها تبتعد تماما عن وصف العلاجات التي تُعطى عن طريق الفم، أو الجوفية كما اسمتها بل تكتفي بالعلاجات الخارجية، كتضميد الجراح بالأعشاب، كما أنها تبتعد عن أي إضافات كيميائية لعدم معرفتها بها، وهذا ما جعلها بعيدا عن المشكلات التي يقع فيها المتطفلون الذين لا يتورعون عن تقديم علاجاتهم لأي مرض دون النظر إلى الآثار الجانبية لتلك العلاجات طمعا في المزيد من المكاسب المادية. لا استفادة مالية وأكدت أنها استطاعت علاج أكثر من خمسة آلاف مريض من داخل السعودية وبعض الدول العربية وفرنسا، كما تمكنت من إنقاذ أكثر من 200 قدم من بتر مقرر من الأطباء. وعن دخلها من عملها قالت: ما يؤكد عدم وجود أطماع مادية لدي هو أن ديوني الآن بلغت ما يقارب ال 30 ألف ريال، حيث استدين كثيرا لشراء بعض الأعشاب ومشتقاتها وتقديمها مجانا للمرضى، مشيرة إلى أنها لا تقبض ريالا واحدا من بعض المرضى مراعاة لظروفهم.