حوَّل تدفق مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية أسواق وشوارع حيي الكندرة والعمارية في وسط جدة إلى برك آسنة، سدت الطرقات، غير تسببها في إطلاق الروائح الكريهة والحشرات، رغم شكاوى السكان المستمرة لمصلحة المياه وللأمانة بتدارك الأمر ووضع حلول عاجلة لهذه المشكلة التي تؤرقهم وتقلق منامهم لآثارها السالبة. وكان سكان الكندرة والعمارية استيقظوا قبل أيام عدة لأداء صلاة الفجر على تدفقات جارفة من المجاري يكسوها السواد وروائحها الكريهة؛ الأمر الذي لم يمنعهم من الذهاب إلى المساجد فحسب، بل إلى أعمالهم، فيما وضع عدد منهم حجارة في الطريق كوسيلة للتنقل بواسطتها، كما وصلت تلك التدفقات إلى بعض الدوائر الحكومية الموجودة في المنطقة. وقال أحمد قايد (حي العمارية) إنهم يخشون انتشار البعوض الناقل لحمى الضنك. ولفت إلى أن المياه الآسنة أعاقت حركتهم، ونشرت الروائح الكريهة، وتزايدت الحشرات التي تداهم منازلهم. وأضاف عمر باعجاجة، أحد ملاك العقار بسوق الكندرة، أنهم يعانون هذه الحالة منذ زمن طويل. مبديا استعدادهم كملاك للمساهمة مع الشركة الوطنية للمياه للتغلب على المشكلة. لافتا إلى أن المنطقة مشهورة بالمحال المتخصصة في بيع المستلزمات النسائية والعرائس، وعليها إقبال كبير، لكن هذه المشاهد تسببت في هروبهم، أما من يأتي فيعاني كثيرا. ووافقه عارف الكثيري، العامل بالسوق، الذي قال إن الزبائن أصبحوا لا يقتربون من هذه السوق بسبب صعوبة التنقل بين المحال؛ ما يؤدي إلى خسائر فادحة، بل أصبح البعض يغلقون محالهم. وتساءل العم علي (صاحب مطعم): “كيف يأتي الزبون لتناول وجبته في ظل هذه الروائح الكريهة والحشرات المنتشرة من كل مكان؟”. مشيرا إلى أن جهودهم الذاتية في التخلص منها لا تجدي. ويضيف محمد باسلوم (مرشد طلابي) أنهم كانوا يظنون أن المشكلة خاصة بحي الكندرة فقط، لكنهم فوجئوا بانتقالها إليهم بحي العمارية؛ حيث انتشرت المياه في شوارعهم ومنعتهم من الوصول إلى المدرسة، أما الطريق إلى المساجد فلم يكن ممكنا إلا بعد أن صنع السكان ممرات بالحجارة للوصول إليها. ولفت إلى أن محاولاتهم للوقاية من إنفلونزا الخنازير ستذهب سدى في ظل هذا الطفح المزمن.