في كل موسم حج، تبرز ظاهرة حملات المشايخ “النجوم” التي يتم فيها استغلال الشيخ أو الداعية بطريقة تسويقية، من خلال تسريب الأخبار عبر القنوات الإعلامية المختلفة، أو عبر الإعلان المباشر عن وجود هذا الشيخ من عدمه. ويأتي أبرز شيوخ الحملات هذا العام الشيخ عائض القرني والدكتور يوسف الشبيلي، والدكتور سلمان العودة، ولم يتضح هل سيحج الشيخ محمد العريفي هذا العام أم لا، ويضاف إلى قائمة نجوم الحملات الشيخ سعيد بن مسفر وآخرون، لكن اللافت في هذا العام هو عزوف عدد من الدعاة والمشايخ عن الحج، من أبرزهم الشيخ صالح المغامسي الذي أشار سكرتيره الإعلامي إلى أنه يعاني آثارا صحية تمنعه من الحج، مع أن الشيخ المغامسي يعد من أبرز المستغلين من قبل الحملات للترويج عن خدماتها. وهناك عدد من أبرز المشايخ يفضل أن يخرج بحملة خاصة أو على حسابه الخاص، ويشترط على الحملة عدم استغلال اسمه، كالشيخ ناصر العمر الذي يحج بشكل سنوي عن طريق حملة خاصة بمؤسسته يشرف عليها “ديوان المسلم”، وينسحب الأمر على عدد من المشايخ الذين يفضلون عدم ذكر أسمائهم من قبل أصحاب الحملات؛ لأنهم يرون في الترويج بهذه الطريقة نوعا من التدليس. استغلال دون احترام لا تزال أشهر قضايا الاستغلال ماثلة في الأذهان حينما أقدمت إحدى الحملات في سنوات ماضية، على نشر إعلان مدفوع الثمن متضمنا صورة الشيخ عائض القرني، الذي خرج بعد هذا الإعلان لينفي صلته بهذه المؤسسة ويتبرأ منها. يقول سامي القرني، صاحب تجربة: “تواصلت مع عدد من الحملات مبديا رغبتي في الحج معهم، وكنت في كل مرة أسألهم عن المشايخ أو المفتين الذين سيحجون معهم، وكانت الإجابات تشعرني بنوع من التدليس؛ فحملة تؤكد وجود الشيخ العودة، وفي نفس الوقت تؤكد حملة أخرى أن الشيخ العودة سيكون معهم أيضا، ناهيك عن الأسعار المبالغ فيها، حيث تصل أسعار الحملات لو كانت الرحلة عبر الطائرة، إلى أكثر من عشرة آلاف ريال، وهو مبلغ باهظ بالنسبة إلى شخص متوسط الحال مثلي، أما لو فكرت أن أحج عن طريق البر فما سأدفعه يصل إلى سبعة آلاف ريال، لكن الكثيرين ممن خاض تجربة الحج عبر الحافلة يحذرونني منها”. أصحاب الحملات: لا تعليق عدد كبير من أصحاب الحملات فضل عدم التعليق، والبعض الآخر طلب عدم ذكر اسمه؛ لأنه سيقول رأيه بصراحة؛ فهو على حد تعبيره يرى شرعية استفادته من وجود الشيخ في حملته، خصوصا أن هؤلاء الدعاة والمشايخ تتم دعوتهم ويستفيدون من الخدمات ومعهم عدد من أقاربهم وبشكل مجاني؛ الأمر الذي يسوغ معه أن نستفيد منهم ولو قليلا، وحتى يطمئن الآخرون فأرباح الحملات تعد ضئيلة مقارنة بالخدمات التي نقدمها، وفي هذا العام انخفض الإقبال على الحملات والحج بشكل عام، من قبل حجاج الداخل، وهذا الأمر سيخلف آثارا سيئة علينا، وهناك جانب مهم في القضية وهو وزارة الحج التي منعت الاستفادة من وجود المشايخ، وإن كنا نستفيد منهم بشكل خفي، لكن في ختام الأمر يظل الأمر ممنوعا. كل الحق للحملات من جانبه يؤكد علي العسيري، مشرف سابق في إحدى الحملات، العتب على الشيخ وليس على الحملة؛ فسكوته يعني رضاه، وحول الخدمات التي تقدمها هذه الحملات. وأكد العسيري أنه مع كل السلبيات فإن حملات المشايخ النجوم تجد إقبالا واسعا كالشيخ عائض القرني أو سلمان العودة أو محمد العريفي، وأصحاب الحملات يعرفون هذا الأمر جيدا؛ فالحملات التي تحظى بمشاركة هؤلاء المشايخ ولو في محاضرات عابرة، تنهي مقاعدها بشكل مبكر.