تبددت أحلام قطاعات كبيرة من المواطنين والمقيمين في الحصول على الأضاحي بأسعار معقولة مع اقتراب موسم عيد الأضحى، بعد أن أوضحت المؤشرات الأولية لحركة السوق وجود ارتفاع في الأسعار عن العام الماضي، وشهدت مدخلات الإنتاج كالأعلاف هي الأخرى ارتفاعا في أسعارها. ورغم تدخلات وزارة الزراعة التي أسفرت عن انخفاض جزئي في الأسعار، إلا أن إحجام مربي الأغنام في البرية عن البيع للتجار تسبب في قلة العرض، ومن ثم عادت الأمور إلى ما كانت عليه، بل ربما سيكون الوضع أكثر سخونة مع اقتراب العيد. المستهلكون هم السبب واتهم أحمد الرشيدي (تاجر أغنام) المستهلك بالتسبب في ارتفاع الأسعار؛ فبعضهم كما يقول يعزفون عن شراء أنواع محددة بحجة أنها مستوردة؛ ما جعلها تتكدس لدى أصحابها، فيما يزداد الإقبال على الأنواع الأخرى البلدية التي ترتفع أسعارها في المقابل. وقال إن الأصناف المستوردة تكلفهم الكثير من أجور عمال وتحميل وغيرها، وكذلك الأغنام التي تجلب من البرية التي يبيعها بعض أصحابها بأسعار مرتفعة، فيما يرفض بعضهم بيعها بحجة المحافظة على سلالتها. وأضاف تركي النشمي (تاجر أغنام) أن الأسعار تشهد هذا العام ارتفاعا غير مسبوق، والمتضرر بالدرجة الأولى المستهلك والتاجر على حد سواء، مؤكدا أن السوق تعاني قلة العرض، وارتفاع سعر المستورد السوري، عكس السنوات الماضية التي شهدت زيادة في الإنتاج. ووصف عبدالمجيد الواصل (مربي أغنام) وضع السوق الحالي بالمتدهور، مشيرا إلى أن العشوائية لحقت بكل شيء فيها، من ناحية التنظيم والغش الممارس على المستهلكين من قبل بعض الباعة الأجانب، مستغلين قلة خبرتهم. قلة المعروض وأكد أن السبب الرئيسي في زيادة أسعار الأغنام يعود إلى النكسة التي أصابت السوق قبل سنوات عندما بلغ سعر كيس الشعير 55 ريالا والبرسيم 30 ريالا، حينها سارع المربون إلى التخلص من مواشيهم، وأصبح هواة التربية الحيوانية يتقلصون يوما بعد يوم، حتى صعب عليهم العودة إلى الإنتاج من جديد. وذكر الواصل أن الحل حينها كان الاتجاه إلى السوق السورية لزيادة العرض في الأسواق، إلا أن الثروة الحيوانية في سورية تناقصت عن السنوات الماضية بكثير؛ ففي السابق كانت تدخل إلى السعودية من 10 إلى 15 تريلا. أما حاليا فتصل (2 إلى 3 تريلات)، ومن ثم ارتفعت أسعارها هي الأخرى؛ حيث بلغ سعر الرأس بالجملة 1300 بعد أن كان ب700 ريال. وطالب الواصل وزارة الزراعة بالتدخل السريع لتذليل الصعاب من أجل زيادة الكميات المعروضة من الأغنام حتى تعود السوق إلى سابق عهدها من الاستقرار. جشع التجار أما المواطن عبده الشراحيلي فقال إنه فوجئ بالأسعار الخيالية للأغنام هذا العام. وأضاف: “كيف يمكن أن يشتري أضحية ب1600 ريال غير مصاريف العيد الأخرى في وقت لم يعد فيه قادرا على توفير احتياجاته الأساسية في ظل موجة الغلاء التي ضربت كل شيء؟”. واتهم أصحاب الحظائر برفع الأسعار دون داع، وقال إن القدرة التفاوضية للمشتري تكشف ذلك، مشيرا إلى أن أنه أوصل سعر الأضحية من 1400 ريال إلى ألف ريال فقط. حماية المستهلك من جانبه، أكد صالح الراجحي عضو جمعية حماية المستهلك أن الجمعية تقوم بدور في التوعية والإرشاد ومحاولة تفعيل القرارات ورفع ذلك إلى الجهات المعنية. وأشار إلى أن عملية فتح باب الاستيراد من الدول الأخرى كنيوزيلندا والنرويج وغيرهما قد ينعش السوق ويزيد من الكميات المعروضة ويساعد على موازنة الأسعار.