حن الشهيد الرقيب مظلي أحمد بن سعيد العمري قبل ساعات من وفاته لسماع صوت طفلته الصغرى (ريفال) التي تربطه بها علاقة خاصة، إلا أن القدر كان أسرع منه؛ فقد استشهد في ميدان الشرف أثناء عملية مواجهة حدثت في الخط الأمامي لمسرح العمليات العسكرية في منطقة الخوبة في جازان قبل أن يسمع صوتها وهي تدعوه (بابا عد نحن في انتظارك)، وفضل البعد عنها ليلتحق بكوكبة شهداء الواجب ممن كان لهم شرف نيل الشهادة دفاعا عن أرض الوطن الطاهر. يقول فهد سعيد العمري شقيق الشهيد: “أنا أكبر إخوان الشهيد بعد وفاته رحمه الله وأرى أن وفاته شرف لنا؛ حيث إنه توفي دفاعا عن الوطن؛ فالوطن غال علينا جميعا.. وشقيقي الآن في منزلة الشهداء بإذن الله”. وعما يحمله في الذاكرة عنه يجيب: “أشياء كثيرة لا تحصى ولا تعد؛ فهو رحمه الله كان بمثابة الأب الحنون بعد وفاة والدنا، وأذكر قبل أيام من وفاته أننا تواعدنا على اللقاء يوم الجمعة أو السبت، لكن القدر كان أسرع منا، وانتقل هو إلى جوار ربه ليلة الخميس، أي قبل ساعات من لقائنا”. ويضيف محمد العمري شقيق الشهيد أنه كان بينه وبين الشهيد أحمد اتصال قبل وفاته بيوم واحد، وأصر على أن يسمع صوت ابنته الصغرى (ريفال) التي تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وعن تلقي الخبر يقول إنه صباح الجمعة أتاهم اتصال يفيد باستشهاده في أرض الشرف دفاعا عن دينه ووطنه، ويبين محمد أن الشهيد لديه ثلاث بنات (غدي ولمار وريفال) وابن واحد اسمه (سعيد). وبين أسامة العمري ابن عم الشهيد أن زملاءه أفادوهم بأنه نطق الشهادتين مرتين قبل وفاته رحمه الله مشيرا إلى أن الشهيد كان متعلقا بابنته الصغرى التي تشبه الشهيد إلى حد كبير.. وعبّر أطفاله غدي ولمار وسعيد بعبارة (انت في قلوبنا يا بابا) للتأكيد على الحب الكبير والتعبير عن الحزن على رحيله.