عندما بزغ نجم ناصر الصالح كمطرب لم يكن بذلك المطرب اللافت لأنه فشل في رسم صورته كمطرب له ذاتيته المتفردة بعد إصداره ألبومه الغنائي الأول (والأخير)، وبدا باهتا غير مقنع، مهزوزا، متذبذبا، وكانت خطوته بترك الغناء والاتجاه إلى التلحين خطوة ذكيه تنم عن أنه يملك الفكر الكافي، لأن يكون ناجحا في مجال آخر غير الغناء، ولكن لا يملك الأدوات الكافية لكي يكون مطربا، فكانت القفزة النوعية بكل المقاييس عندما التقت حنجرة الصوت الراقي الفنان محمد عبده بأغنية (بنت النور)، التي أنارت طريق الصالح لأن يكون أسطورة التلحين في الخليج متفردا على قمة الهرم ومطلبا لكل من ينشد النجاح والتألق، ورسم خطوته الأخرى ب “سمي” لتؤكد خطوته الأولى وتثبت أقدامه كملحن له فكر غير عادي، وعندما ولدت (الأماكن) كانت القاصمة لكل من كان يحاول التطاول على القمة أو حتى يفكر في مساسها، ليتربع على العرش التلحيني العربي راسما لوحة الإبداع بحنجرة (المغرّد) الذهبية ليتقلد الوسام الذهبي، وهاهي (النورس) تنتظر الانطلاقة لتفجر القنبلة النووية القاتلة لكل طموح عند كل فنان يتلهف بأن يكون (سوبر ستار) التلحين، ولتتجه بوصلة كل المطربين صوب المنطقة الشرقية قاصدين (الصالح) في محاولة منهم ليصلح لهم ما أفسده دهرهم، ويذوقون حلاوة النجاح من صانعه وبائعه. رؤية: أبرار