أكدت مصادر مطلعة أن الأكاديمي بالكلية التقنية في الجوف الذي ضبط قبل أيام مرتديا زيا نسائيا أثناء تجوله في إحدى الأسواق في مدينة سكاكا، يعاني هوس تقليد النساء بعد أن أدمن الإنترنت والاشتراك في مجموعات الجنس التي تحث على التحرر والإباحية. وأشارت إلى أن الأمر تحول إلى هاجس سعى من خلاله الأكاديمي إلى تحقيق هذه النشوة التي تصل ذروتها بارتدائه الملابس العارية والرقص أمام الرجال الذين يتغزلون به، وهو ما حاول أن يحقق جزءا منه بعد أن تعذر أغلبه. وكان العقيد دامان ونيس الدرعان الناطق الإعلامي بشرطة الجوف قال: “إنه عند الساعة ال 11.30 من مساء الأحد الماضي ورد لمركز شرطة العزيزية بسكاكا تقرير دوريات الأمن متضمنا القبض على مقيم عربي (45 سنة) ويعمل بهيئة التدريس في الكلية التقنية بالجوف، في أحد المحال التجارية أثناء ارتدائه زيا نسائيا كاملا، وبسماع أقواله أفاد بأنه يعاني منذ أكثر من عام من مرض وصفه بالنفسي يحاول إشباع رغباته في ارتداء الأزياء النسائية، وقد أوقف المذكور وتم إشعار هيئة التحقيق والادعاء العام بذلك”. اضطراب جنسي من جهته أكد الدكتور أحمد حافظ الاختصاصي النفسي بأن مثل هذه الحالات لا يمكن الحكم عليها إلا بعد تقييم الشخصية وذلك بالجلوس معها عدة جلسات حتى نصل في النهاية إلى تقييم نفسي صريح وواضح. وأضاف: “يوجد فرق بين ظاهرة منتشرة حالة مرضية خارجة عن المألوف، وفي هذه الحالة نجد أنه من غير الملائم أن يتم وصف حالة الأكاديمي بالهوس”. وأضاف: “ما قام به الأكاديمي ناتج من حالة مرضية نفسية مضطربة جنسيا، وهي من الحالات المعروفة في الطب النفسي والنادرة الحدوث في المجتمعات العربية بشكل عام، ويتم اكتشافها بملاحظة الناس حدوث ممارسات سلوكية خارجة عن المألوف، ومن هنا يجد المريض أنه قد بدأ في الكشف عن ذاته في ذلك السلوك الذي يرى أنه مكمل لشخصيته”. وأردف أن مثل هذه التصرفات والسلوكيات قد لا يجد المريض المتعة فيها، إلا عندما يرتدي عباءة أو حقيبة نسائية أو يستعمل بعض أدوات الزينة الخاصة بالنساء. ولفت إلى أن صاحب تلك السلوكيات ربما يعاني مشكلات اجتماعية عاطفية تكمن في عدم قدرته على التقرب من الجنس الآخر، أو عدم قدرته على صناعة حياة زوجية، وبالتالي يعمد إلى تلك التصرفات لكي يحقق هذا التقرب. نادر عربيا وحول نسبة انتشار هذا المرض في الدول العربية أكد الدكتور حافظ أنه لا توجد دراسة حول الأمر، لكن بشكل عام هو مرض نفسي جنسي نادر حدوثه في المجتمعات العربية. أما بخصوص ارتباط سلوكيات الأكاديمي بإدمانه تصفح شبكة الإنترنت والانضمام إلى المجموعات المنتشرة عبر الشبكة فأوضح أن تلك السلوكيات المضطربة جنسيا موجودة قبل انتشار شبكة الإنترنت، ولكن لا ننكر أن التقنيات الحديثة لها دور كبير وفعال في الانفتاح على ثقافات وسلوكيات أخرى قد يجد البعض أنها مناسبة له فيقلدها، ويعيش دورا حياتيا لا يناسبه إطلاقا. وحول تأثير طلاب الكلية وغيرهم بتلك السلوكيات التي أقدم عليها الأكاديمي، قال الدكتور حافظ: “ربما فصل الرجل بين عمله كمدرس وبين ممارسة هوايته، وقد يكون غير ذلك، لكن بشكل عام فتأثير المعلم على الطلبة واضح وكبير باعتباره قدوة لهم ومثالا يحتذى به.