طالبت مجموعة إلكترونية أطلقت على نفسها (لا للقرصنة)، تضم عددا من العاملين والمهتمين بمحال التسجيلات الغنائية (الاستريوهات)، وزارة الثقافة والإعلام، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتدخل، وحمايتهم من المواقع الإلكترونية الغنائية التي أضرت بهم، وبصناعة الكاسيت بشكل عام، وحصلت “شمس” على نسخة من الإيميل المرسل إلى ال(جروب)، الذي أكد فيه المطالبون بوضع خطوط حمراء تحمي محال الكاسيت من الخسائر الفادحة التي طالتهم في الأعوام الأخيرة، خاصة 2009، وحدد البيان عددا من المحال التي قرر أصحابها أن تغلق وتدير ظهرها لسوق الكاسيت.. “شمس” بدورها قامت بجولة ميدانية شملت عددا من محال الكاسيت؛ لتستمع بشكل مباشر إلى العاملين فيها عن الخطر الذي ظل يداهمهم من دون حلول من جهات الاختصاص. حيث تحدث خالد إبراهيم (بائع كاسيت) قائلا: “عندما ينزل ألبوم أحد الفنانين المعروفين إلى الأسواق نستبشر خيرا، إلا أننا نفاجأ بانخفاض المبيعات والسبب في ذلك تحميل الألبوم بالمجان عن طريق المواقع الغنائية على الإنترنت”، وأضاف: “نتمنى من وزارة الثقافة والإعلام حمايتنا من خلال حجب تلك المواقع التي تقدم الأغاني بالمجان”. من جهة أخرى، أكد لشمس” (أبوأحمد) بائع الكاسيت في الشميسي، أن كثيرا من المحال التي يعرفها أغلقت أبوابها بسبب عدم وجود ربحية أو مبيعات، وقال: “كنا في الماضي نربح بشكل كبير، وبدأ الانخفاض منذ بداية ظهور الفضائيات المتخصصة بالأغاني وأيضا ظهور الإذاعات المختلفة”، وواصل: “السوق السعودية في الكاسيت ضخمة، وجميع الفنانين السعوديين لهم حضور قوي في الوسط الفني، إلا أن هذه المحال لا تستطيع توفير مصاريفها من إيجار، عمال، كهرباء، فواتير هاتف وغيرها”. هزاع علي (أحد العاملين في هذا القطاع منذ 15 سنة) تذمَّر من الوضع الحالي في سوق الأغنية، ووصف المحال جميعا بأنها تحتضر، وقال هزاع: “لم يقتصر الأمر على ألبومات الفنانين، بل حتى الجلسات أصبحت موجودة في النت، وحفلات (الطقاقات) كنا نأخذها حصريا من أجل تسويقها، ففوجئنا بأن هناك مواقع أصبحت تسابقنا، وتوزعها بالمجان”، وتوقع هزاع بعينين يملأهما الأسى أن يأتي اليوم الذي يسوّق فيه بائع الكاسيت بضاعته على الأرصفة؛ هروبا من المصاريف. انتقلنا بعد ذلك إلى محل يعلو من داخله صوت الألبوم الأخير للفنان راشد الفارس فسألناه في البداية عن رأيه في مبيعات الألبوم فقال ببرود: “أحسن من غيره”! حاولنا استفزازه بسؤالنا: “يعني باع ألف نسخة”؟! فقال بابتسامة تعلو محياه: “لا يوجد ألبوم في المحل هذا يبيع بهذا الرقم، وهناك زبائن نقول لهم إن السعر 15 ريالا فيتذمرون من ذلك، ويخبروننا بأنه لولا عامل الوقت لذهب وحمل الأغاني من (النت)”. وتابع بنظرة تشاؤمية: “إذا قفلنا فشركات الإنتاج ستغلق أبوابها، وبعدها يعتزل الفنانون، وكل واحد يبحث عن عمل مربح أحسن له”.