لا يزال الموقوفون بسجن الطائف على ذمة قضايا المساهمات المالية ممتنعين عن الأكل والشرب لليوم الخامس على التوالي بداعي عدم الحكم القضائي في قضيتهم، فيما لا يزال القائمون بإدارة السجن يبذلون كافة السبل لإقناعهم بالعدول عن امتناعهم المتواصل، وكانوا في وقت سابق امتنعوا عن الكشف الطبي لتعثر حالتهم الصحية، مطالبين بسرعة البت في قضاياهم وإحالتهم إلى المحكمة الشرعية للإدلاء بما لديهم؛ كونهم وسطاء في تلك المساهمات. وتداعت سلبيات الامتناع عن الطعام إلى خارج سور السجن، حيث امتنعت إحدى أسر السجناء عن تناول وجبات الأكل والشرب بعد تلقي خبر امتناع والدهم احتجاجا على عدم تقديمه إلى القضاء وخروجه من السجن بالكفالة، وكانت الأسرة تقطن في الطائف مع والدهم المودع في السجن، وبعد سجنه انتقلوا إلى بلدتهم في بارق بجنوب السعودية، وقد امتنعت الأسرة عن الطعام والدراسة منتصف الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، قال الدكتور حسين الشريف المشرف على جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكةالمكرمة إنهم سيكلفون فرع الجمعية بالطائف بمتابعة قضية موقوفي المساهمات وما ترتب على امتناعهم عن الطعام والرفع لهم بالنتائج، مشيرا إلى أنهم سيمارسون ضغطا لإحالة جميع ملفات السجناء الموقوفين على ذمة قضية المساهمات المالية إلى القضاء للبت في قضاياهم، مؤكّدا إحالة ملفات عدد منهم إلى القضاء وسيواصلون مع “الداخلية “سرعة إحالة الملفات المتبقية ليتصرف القاضي بما يطلع عليه، مضيفا أنهم زاروا سجن الطائف الأحد الماضي. وطلب الشريف من “شمس” أرقام أسرة الموقوف للتواصل معها وذلك على خلفية تضامنها مع والدهم الذي امتنع عن الأكل والشرب منذ الاثنين الماضي. وقال ياسر، الابن الثاني في الأسرة ويدرس بالصف الأول الثانوي ل “شمس” إنهم امتنعوا عن الطعام والدراسة تضامنا مع والدهم، وقال وهو يتحدث بأنفاس متقطعة ونوبات بكاء متواصلة: “تلقينا خبر امتناع والدنا عن الأكل والشرب كالصاعقه على رؤوسنا، وانقلب منزلنا إلى عويل وصراخ شفقة على أبينا”.. ليتوقف قليلا ثم يواصل حديثه: “كيف نتلذذ بالطعام ونأكل ونشرب ووالدنا ممتنع عن أكل ما لذ وطاب، فأصبح الأكل والشرب بالنسبة إلينا ونحن نمضغه لا طعم له ولا لون، فقررنا أنا وشقيقي الأكبر وشقيقاتي الامتناع عن الأكل تضامنا مع والدنا”.