توصل الدكتور عادل بن عمر المقرن أستاذ المناعة واستشاري أمراض المناعة بكلية الطب والمستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود والدكتورة كيت ريتنهاوس أولسون أستاذة مناعة الأورام من جامعة ولاية نيويورك وعلماء مشاركون آخرون إلى اكتشاف طبي لطريقة جديدة تقود إلى علاج مناعي يحد من انتشار الخلايا السرطانية في حالات سرطان الثدي والمستقيم والقولون والرئة؛ وذلك عن طريق استهداف مستضدات الأورام باستخدام تقنية التماثل الجزيئي الذي يعد إنجازا عالميا لجامعة الملك سعود. وأثمرت الدراسات المتواصلة التي قام بها فريق البحث في السنوات الخمس الماضية عن تطوير علاج مناعي لمستضدات الأورام باستخدام التماثل الجزيئي، ويرتكز هذا الاكتشاف على محورين الأول في إنتاج أجسام مضادة في معامل الأبحاث واستخدامها مباشرة في مقاومة انتشار السرطان، وهذا النوع جاهز لتطبيقه في المرحلة السريرية على المرضى والتي ستبدأ في شهر يناير المقبل، والمحور الثاني هو إنتاج لقاح مناعي والذي تم تصميمه واختباره على حيوانات التجارب بنجاح، وهو يحفز جهاز المناعة في المرضى المصابين على إنتاج الأجسام المضادة، ومما يجعل هذا النوع من العلاج المناعي واعدا ومشجعا هو قدرته على الحد من انتشار الخلايا السرطانية وبالتالي الحد أو التقليل من استعمال العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي له آثار سلبية في أغلب الأحيان عند استعماله على مرضى هذه الأنواع من السرطان. وأشار الدكتور عادل المقرن المشرف على كرسي الشيخ محمد بن حسين العمودي لأمراض المناعة والحساسية والعضو المشارك في الدراسة إلى أن النتائج التي خلصت إليها الأبحاث المتواصلة في هذا الموضوع تعتبر اكتشافا مهما في مجال العلاج المناعي للأورام وهو يعتبر إحدى القنوات المهمة والواعدة التي لفتت انتباه العلماء والمختصين نظرا لأنه يتعامل مع الجهاز المناعي في جسم الإنسان وطريقة رد الفعل المناعي لهذه الأورام. وبين أن هذا الاكتشاف هو نموذج لما تطمح الجامعة إلى تحقيقه ويقوم على أساس تحويل الأفكار إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية تعود بالنفع على المجتمع وبالتالي يكون للجامعة إسهام حقيقي مع جهود الدولة في التحول إلى اقتصاد المعرفة، إذ إن أساس الاقتصاد القائم على المعرفة هو ذلك الذي يقوم على ما يعرف برأس المال الفكري ويطور الفكرة إلى منتج استهلاكي، لافتا إلى أن الجامعة ماضية قدما نحو تحقيق هذه الأهداف التطويرية بدعم مثل هذه المشاريع البحثية التعاونية الرائدة.