ما صرح به عبدالعزيز القعيب (المشرف على إدارة العلاقات العامة والإعلام في هيئة الرقابة والتحقيق) ل”عكاظ”، من أن هيئة الرقابة والتحقيق رصدت 104 قضايا رشوة من أصل 878 قضية فساد في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، يعد خبرا مفرحا محزنا.. مفرح؛ لأن من شأنه أن يقض مضاجع المرتشين في كل مكان، ومحزن؛ لكبر العدد في هذه المدة القصيرة ولعلمنا بأن ما خفي أعظم. ورائحة الرشوة فاضحة، لا يخفى صاحبها مهما حاول التجمل بأفخر العطورات، فالرائحة النتنة نافذة يتأذى منها ذوو الأنوف النزيهة، لكن المشكلة تكمن في أن أكثر هؤلاء يكتفي (بدقة اللطمة)، والتعامل مع الموضوع بأضعف الإيمان، مع أن القضية تلقي بظلالها السيئ على الجميع دون استثناء، بل الأغرب أن من النزهاء من يضطر إلى إعطاء الموظف المرتشي (حلاوة العيد)؛ لينجز معاملته السليمة!. والرشوة لا يمكن أن تستأصل بجهود هيئة الرقابة والتحقيق فقط، بل بتضافر جهود الجميع، فنحن في حاجة إلى تفعيل قانون: من أين لك هذا؟! وإلى المنابر الدينية؛ لإيقاظ الوازع الروحاني، وإلى المحاضن التربوية؛ لغرس القيم في النفوس، وإلى الإعلام الحر؛ لرصد مثل هذه القضايا، والأهم من هذا كله نحتاج إلى تفعيل دور الأفراد؛ لمنع تفشي هذا الداء في المجتمع.