اكتظاظ الوحدات الصحية التابعة لوزارة التربية والتعليم بأولياء أمور الطلاب وأبنائهم يكشف حقيقة الاختبار الذي وضعت الوزارة نفسها فيه، فقد سجلت بعض تلك الوحدات أعدادا يومية لم تكن تسجل في أسبوع. ويضاف إلى معاناة الوحدات الصحية معاناة المدارس من شح التمويل للإيفاء بتوفير المعقمات وتحقيق متطلبات النظافة الضرورية للوقاية من المرض، غير أنه رغم الهواجس من انتشار رقعة المرض، وردت أخبار عن منظمة الصحة العالمية تفيد بانحسار المرض بعد الوصول إلى نسبة مقدرة من عمليات التطعيم حول العالم. طاقة استيعابية متواضعة “شمس” انتقلت لأحد مراكز الوحدات الصحية بعد اتصال من أحد المعلمين بالصحيفة للوقوف على الوضع الذي تعيشه تلك المرافق، حيث يقول (م. الغامدي) معلم: “شعرت بإعياء شديد صباح اليوم، فطلبت تحويلا من مدرستي لمراجعة الوحدة الصحية، وحين حضرت تفاجأت بأعداد المراجعين الذين اكتظت بهم الممرات، فحالات الإنفلونزا هي الغالبة على المراجعين”، ويضيف: “كابدت الصعاب حتى توصلت لموظف الاستقبال الذي أجل موعدي لما بعد الظهر نتيجة الضغط الهائل من المراجعين في ظل وجود طبيبين فقط يقدمان الخدمة للمراجعين”. كم التقت الصحيفة أحد الأطباء العاملين في الوحدة الصحية التابعة لإدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة، رفض الإفصاح عن اسمه، فتحدث قائلا: “هذا اليوم وخلال أقل من أربع ساعات تلقينا أكثر من 49 مراجعا من جميع مراحل التعليم العام جميعها إنفلونزا”، وحين سألناه عن أعداد الحالات التي تم تسجيلها لديهم على أنها إنفلونزا خنازير ذكر أنهم سجلوا عددا من حالات الاشتباه التي تم تحويلها للمستشفيات الحكومية. ويضيف: “نعاني مشكلة قلة الكوادر الطبية؛ فعدد الأطباء في هذا المركز لا يتجاوز طبيبين فقط، ويتبع له أكثر من 180 مدرسة، وقد تزايدت أعداد المراجعين خصوصا مع بداية انضمام طلاب المرحلة الابتدائية لصفوف الدراسة، فقد سجلنا خلال السبت الماضي أكثر من 110 مراجعات، وهذه النسبة لم نكن نسجلها خلال الأسبوع بأكمله، بالإضافة إلى ضعف الإمكانات، حيث إن الوحدات الصحية تفتقر إلى أبجديات مقومات المقاومة للوباء”. مدارس مكشوفة ماليا من جانبه تحدث أحد أولياء أمور الطلاب متذمرا من الوضع القائم بقوله: “ قرأنا في وسائل الإعلام قبل بداية العام الدراسي أن مرافق التعليم مهيأة ومستعدة لمواجهة الوباء، لكن للأسف.. أن تبقى في صالة الانتظار حتى يحين موعد الكشف لأكثر من نصف ساعة فتلك هي المأساة”. ويضيف: “في مدرسة ابني الذي يعاني ارتفاعا في درجة الحرارة وتقيؤا لم تقدم لهم أي معقمات أو خلافه”. وقال عدد من مديري المدارس إن التكلفة المالية العالية لهذه الحملة لا يمكن تحملها، وذلك لعدم وجود رصيد مالي لديهم، وتنص تعليمات الوزارة على عدم تكليف الطالب بإحضار أية مواد تنظيف والاقتصار فقط على ما سيتم توزيعه من قبل إدارات التربية والتعليم، إضافة إلى ما يتم تأمينه من قبل إدارة المدرسة، حيث أشارت التعليمات إلى توفير المبلغ المالي من ميزانية المدرسة، وقد عبر عدد من مديري المدارس عن استيائهم من قلة حصة المدارس من مواد التعقيم التي لا تكفي لفترات بعيدة، ولا يوجد لدى إدارة المدرسة سوى مبالغ مالية قليلة لا تكفي لشراء مواد تعقيم، حيث إن شراء صابونة لكل طالب ستستنزف كل المبالغ المرصودة وتحديدا للمدارس الكبيرة.