تجربة ريادة الأعمال تتفق مع التوجهات لتطوير البيئة الاقتصادية والاستثمارية في السعودية، وهي وإن كانت في أساسها مفهوما أكاديميا ونظريا إلا أنها تؤسس تخطيطيا لإدارة الأعمال بما يجعلها متقدمة على الأفكار الكلاسيكية وإدارة العمليات الاقتصادية والتنموية بما يعزز ثقافة واقتصاد المعرفة في المجتمع وقطاع الأعمال والاستثمار فيه. وفي سبيل دعم ريادة الأعمال في بلادنا بادرت جامعة الملك سعود إلى تنظيم المؤتمر الدولي الأول في هذا الخصوص اليوم بحضور أكثر من 600 مشارك ومشاركة بهدف تأصيل المفاهيم المهنية لريادة الأعمال في المجتمع، إضافة إلى بناء وتنمية ثقافة واقتصاد المعرفة، وهو المؤتمر الأول من نوعه على مستوى المنطقة لتناول كافة الرؤى والتجارب في دعم وإنماء ريادة الأعمال. تعزيز الاقتصاد المعرفي تنمية السلوك الريادي قضية معقدة في ظاهرها وبسيطة في جوهرها، والمؤتمر يعنى ببسط وتبسيط هذا السلوك اجتماعيا، يقول الدكتور يوسف بن عبدالرحمن الشميمري رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر إن عقد المؤتمر يهدف إلى تأصيل مفهوم الريادة وتعزيز اقتصاد المعرفة والعمل على قيادة المجتمع نحو مزيد من النمو والتطور. وأضاف: “الجامعات الرائدة هي التي تقود المجتمع نحو التقدم والازدهار، وهي التي يعوّل عليها كثيرا في معالجة مشكلات المجتمع التنموية حاضرا ومستقبلا”. وذكر الشميمري أن الأمل معقود على هذا المؤتمر في نشر مفهوم ريادة الأعمال وتنمية التوجه والسلوك الريادي لدى الأجيال القادمة وفتح مجالات أرحب لكيفية إنشاء وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. في الاتجاه الصحيح وذكر الدكتور فارس العنزي رئيس لجنة المعرض المصاحب للمؤتمر أن المؤتمر يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح في مجال تنمية التفكير الريادي من خلال محاوره المختلفة والتي لم تقتصر على جلسات المؤتمر فقط، وإضافة إلى ذلك هناك ورش العمل وحلقات نقاش تتناول موضوعات متعلقة بريادة الأعمال وأهميتها ليس على مستوى السعودية فحسب وإنما على مستوى العالم والمنطقة بشكل عام. وأشاد الدكتور حسين بن عبدالرحمن السلمان بالتطورات المتلاحقة التي تشهدها الجامعة في جميع المجالات والذي يأتي هذا المؤتمر من ضمنها؛ حيث يحظى المؤتمر بمشاركة كبيرة تتجاوز 600 مشارك ومشاركة. وأضاف أن هذا المؤتمر الذي يهدف إلى تأصيل مفاهيم المعرفة وبناء مجتمع يتمتع بالوعي العلمي يعد خطوة مهمة في دفع عجلة الجامعة نحو الريادة العالمية. حلول لمواجهة البطالة وأشار لؤي رضوان المدير التنفيذي لمركز ريادة الأعمال بجامعة الملك سعود إلى أن المؤتمر يعد الأول على مستوى المنطقة لريادة الأعمال؛ حيث إن نشر ثقافة ريادة الأعمال يشجع على صنع فرص وظيفية لقطاع كبير من القوى العاملة، إضافة إلى كونه أسلوبا من أساليب تحويل الأفكار الإبداعية والابتكارية إلى مشاريع اقتصادية واقعية مجدية وتحقق عوائد مالية ومعنوية جيدة للمستثمرين في هذا المجال وتمثل حلا من الحلول لمواجهة البطالة. ولفت الدكتور مصطفى محمود أبوبكر خبير التخطيط الاستراتيجي إلى ما حققته الجامعة من مكانة عالمية وفق تصنيف علمي مهني ودولي معتمد يعطي دليلا قويا بأن الجامعة تنطلق وتتحرك وفق فكر ومنهج استراتيجي ومن خلال برامج ومشاريع ريادية تؤكد أن الجامعة جديرة بأن تكون البادئة والسباقة لتبني ريادة الأعمال كعلم وكثقافة وكتوجه استراتيجي رئيس. وللمرأة نصيب مشاركة فاعلة وحضور لافت في المؤتمر من خلال فعالياته وحلقات النقاش وورش العمل والمعرض المصاحب. وصرحت الدكتورة وفاء بنت ناصر المبيريك رئيسة اللجنة النسائية للمؤتمر بأن الجامعة تتشرف وتعتز برعاية ولي العهد للمؤتمر وتشريف الأمير سطام بن عبدالعزيز لافتتاح المؤتمر والأميرة نوف بنت فيصل بن تركي لافتتاح الفعاليات النسائية المؤتمر، وأضافت أن مبادرة الجامعة في احتضان هذا المؤتمر تؤكد سعيها الحقيقي للمساهمة في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وأن من الأهداف الرئيسية لهذا المؤتمر بناء المجتمع المعرفي لريادة الأعمال، لذلك جاء هذا المؤتمر دوليا، حيث يحظى باستضافات محلية وإقليمية ودولية ذات تجربة ثرية تسهم بشكل فاعل في تحقيق هذا الهدف. وقالت الدكتورة الجازي بنت محمد الشبيكي عميدة مركز الدراسات الجامعية للطالبات إن المؤتمر مهم من عدة جوانب منها: أنه الثمرة الأولى لتجسيد رسالة مركز ريادة الأعمال في جامعة الملك سعود وتجسيد لرسالة الجامعة في تعليم وتدريب وتوجيه الأفراد داخل الجامعة وخارجها لتتحول أفكارهم ومشاريعهم إلى واقع اقتصادي يساهم في بناء المجتمع المعرفي ويحقق الشراكة المجتمعية. من جانبها أكدت الدكتورة أمل بنت جميل فطاني المشرفة على أقسام العلوم والدراسات الطبية أن جامعة الملك سعود تسابق الزمان لتحقيق الريادة العالمية وإيمانا منها بدورها تجاه الوطن، ومؤتمر ريادة الأعمال تجسيد لرسالة الجامعة حيث تقدم للجميع في محفل مهم التجارب العالمية والمحلية في مضمار ريادة الأعمال. حضانة المشاريع الطلابية ويبدو المؤتمر مهما للطلاب والطالبات بوصفه يقدم إضاءات تنموية لمفهوم وتجربة ريادة الأعمال، ويقول عبدالله الوصابي، ماجستير علاقات عامة: “المؤتمر يعتبر الحدث الأضخم لجامعة الملك سعود هذه السنة نحو مجتمع المعرفة، حيث سيكون الوسط الذي يجمع الجهات المختلفة مع مبادرات الطلاب ووجه نصيحة لزملائه بحضور المؤتمر وفعالياته لاغتنام هذه الفرصة”. ويقول حمد المسعد، ماجستير إدارة مستشفيات، إن الاهتمام العالمي بمجال ريادة الأعمال في زيادة تتمثل في البحوث وإنشاء مراكز وأقسام مختصة في تنمية ونشر ثقافة ريادة الأعمال واحتضان مشاريع الطلاب وتقديم خدمات مساندة لهم. وتقول الطالبة نورة عبدالمحسن: “الفعاليات المصاحبة للمؤتمر غطت جميع النواحي، فورش العمل شملت بناء المشروع ومهارات مرشد المشروع، كما تناولت طرق المحاسبة وحقوق والتزامات طرفي العمل”. وتتطلع سارة البدر من كلية إدارة الأعمال إلى حضور المؤتمر والاستفادة من ورش العمل، حيث تنوي إقامة مشروعي الأول بخطوات علمية ومدروسة. وتقول مضاوي السبيعي: “يحتضن المؤتمر المشاريع الطلابية ودعمها وتوجيهها، وهذا ما نريده كصاحبات مشاريع صغيرة، إضافة إلى أن المؤتمر سيعزز الأسس المهنية التي نبني عليها مشاريعنا مستقبلا”.