زادت شكاوى مواطني الخبر في الآونة الأخيرة من عمليات حرق المخلفات البلاستيكية والكابلات الكهربائية في مكب النفايات الواقع على طريق الرياض بالقرب من حي العزيزية بالخبر، بطريقة غير آمنة تتم ليلا من قبل العمالة المقيمة؛ الأمر الذي يشكِّل تهديدا لصحتهم وصحة البيئة نتيجة تلك الأدخنة الملوثة والناتجة من عمليات الحرق التي تتم بحرص شديد بعيدا عن أعين الرقابة. كابوس مرهق وأوضح عدد من سكان إسكان مصلحة تحلية المياه ل“شمس” أن معاناتهم مع تلك الحرائق استمرت طويلا، رغم كثرة الشكاوى التي أرسلوها إلى أمانة المنطقة الشرقية. مشيرين إلى أن صحتهم في خطر بسبب تلك السحب الدخانية التي تجلب إليهم الكثير من الملوثات وتصيب صدورهم بالعلل. يقول إبراهيم الدوسري: “نعاني منذ أربع سنوات آثار التلوث الذي تنقله إلينا الرياح، فكل شهرين تصلنا كمية من الملوثات التي تحيل أيامنا إلى كابوس مرهق؛ فالكبير يتأثر بها قبل الصغير”. مجموعة متنفذة وأضاف: “توجهت في مرة مع مجموعة من سكان الحي إلى مكب النفايات لمعرفة أسباب تلك الأدخنة المتصاعدة، فوجدنا مجموعة من العمال يقومون بحرق مخلفات بلاستيكية وكابلات كهربائية للحصول على ما بها من معادن. حاولنا سؤالهم عما يفعلونه وما إذا كان لديهم تصريح بذلك، فاستشاطوا غضبا، وكادوا يعتدون علينا لولا أن تداركنا الأمر وانسحبنا من الموقع؛ فالمنطقة بعيدة نوعا ما عن الناس، والعمال كانوا بأعداد كبيرة”. ومضى يقول: “الأمر يعد تجارة مربحة لأولئك العمال؛ فهم يجمعون أغراضا كثيرة، ويعيدون بيعها وفق سلسلة من العمالة التي تشكل سوقا أخرى يقودها مجموعة متنفذة منهم”. ولفت إلى أن عمليات حرق المخلفات تبدأ مع دخول وقت المغرب؛ وذلك لإخفاء الأدخنة الناتجة من الحرائق التي يشعلونها بعيدا عن أعين مراقبي البلدية. مشيرا إلى أن الدفاع المدني باشر عددا من الحرائق في الموقع، ولكن دون جدوى؛ فالأمر يتكرر. معاناة 7 سنوات من جانبه ذكر محمد حمزة أبورشيد: “يبدو أن شكاوينا ما زالت حبيسة أدراج (الأمانة)؛ فقد تكررت مراجعتنا لها دون أن نحظى بلقاء الأمين؛ نظرا إلى (انشغالاته) ليطلب منا كتابة الشكوى مرة أخرى ليتم عرضها عليه لاحقا، وهكذا أصبحنا نراوح مكاننا منذ أكثر من سبع سنوات”. وزاد: “للعلم فإن المسؤولين عن مكب النفايات يعملون حاليا على بناء سور حول الموقع ووضع بوابات للدخول والخروج؛ حتى لا نستطيع الوصول إلى مكان عملهم ومعرفة ما يحدث بالداخل، ولا أعلم ما إذا كان هذا يحدث بعلم (الأمانة) أم لا”. سحابة سوداء وأشار سعود القوز إلى أن الخارج من مدينة الدمام والمتجه إلى العزيزية يشاهد سحابة سوداء كبيرة تغطي منطقة مكب النفايات التي تجري فيها أعمال الحرق غير النظامية من قبل بعض العمالة. وأكد أن ضعف الرقابة هو السبب الرئيسي في حدوث مثل هذه التجاوزات، التي لم تفلح كل مساعينا لدى الجهات المسؤولة في بلدية محافظة الخبر وأمانة المنطقة لإيجاد حلول لها. وذكر أن “التلوث لا يقف عند حدود إسكان مصلحة المياه؛ بل يصل في بعض الأحيان إلى أحياء بعيدة نسبيا عن الموقع؛ نظرا إلى كثافة التلوث”. ارتفاع إصابات الربو من جهته أكد أحد العاملين في عيادة محطة التحلية بالخبر (رفض ذكر اسمه) ل“شمس” أن عددا كبيرا من المراجعين للعيادة ممن يعانون الأمراض الصدرية. مشيرا إلى أن الكثيرين يستنشقون تلك الملوثات؛ ما يصيب رئاتهم بالحساسية المفرطة للتحول فيما بعد إلى ربو. وأضاف: “أعداد المراجعين تتزايد، حتى أن العيادة لا تتمكن من استيعابهم”.