(العين حق ولو كان شيء سبق القدر لسبقته العين).. بهذه الكلمات وصف الرسول صلى الله عليه وسلم العين في الحديث الشريف، وبيَّن مدى خطورتها، وضررها على الإنسان.. وهذه الأيام يشتكي كثير من الناس من الحسد والعين، لدرجة أن حالهم يتغير من صحة وعافية إلى مرض وضعف، ويصبحون محل شفقة ورحمة.. عن (السهام الحارقة) وجهت "شمس" أسئلتها إلى عدد من رجال الدين الذين تحدثوا عن العين والقدر في التقرير التالي: على العائن التخلص من هذه الآفة في البداية تحدث الشيخ الشريف هاشم بن محمد النعمي أستاذ العلوم الشرعية في ثانوية اليمامة عن خطر الحسد بالعين، وقال: كلنا متفقون على الخطر الجسيم للحسد والعين، ونعلم يقينا أن ما يصيب الإنسان لم يكن ليخطئه، فالعين حق، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعوّذ الحسن والحسين؛ ولذلك لا نستغرب إصابة شخص بالعين ، وأضاف: الذي يؤلمنا هو تعمد بعض الناس أذية غيرهم بالعين، فهذا الأمر الذي نتمنى أن يزول لدى من يحرص عليه ويؤذي الناس ويتعوذ بالله من الشيطان عندما يرى شيئا يعجبه ويقول ما شاء الله . وذكر النعمي: للعائن أن يتخلص من هذه الآفة القاتلة؛ لأن خطره ليس على الآخرين وإنما يكون على أبنائه، ومن هم حوله، ونحن نعلم يقينا أنه لا يصيب الإنسان إلا أمر قد كتبه الله عليه وقدره، لكن لا بد أن يحرص كل مسلم على أن يداوم على الأوراد والأدعية الشرعية التي تحصن الإنسان من كل شيء، وكما قال تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). وأضاف، أنه بالوقوف على بعض الحالات يتضح، أن السبب إما حب العائن الشيء الذي لا يمتلكه هو، وإما استحسانه شيئا معينا أو حقده وكرهه شخصا أو شيئا. ويقول العائن: إني أحس بشيء في فمي يريد أن يخرج، ولا أستطيع أن أمسك لساني وإذا قلت هذه الكلمة ارتحت ، لكن في المقابل يتعب. أسباب الإصابة ذكر الشيخ خالد بن عبدالرحمن الشايع الداعية الإسلامي أسباب الإصابة بالعين، وقال: تنشأ العين عن أحد سببين: الأول شدة العداوة والثاني الإعجاب بالشيء واستحسانه . واستشهد بما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وفي هذا تنبيه وتأكيد على سرعة نفاذ العين وتأثيرها في إصابة الذوات، وروى البزار، وغيره عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين) ، ويستغرب أو يندهش بعض الناس من ذلك مع أن الواقع يصدقه، فكم من إنسان بسط الله عليه نعمة المال فتعلقت نفس أحد من الناس به فأصابت ماله آفة أو خسارة أو ذهبت جميعه، خاصة من كان على جانب من الحسن والجمال فتعلقت به نفس أصابته بعاهة أو مرض أو نحو ذلك؛ ولذا كثير ما يسمع أن هؤلاء المرضى طرحوا ولا يعرف الأطباء لهم داء ولا دواء وتحاليلهم الطبية تفيد سلامتهم وقل مثل ذلك عن المراكب من سيارات وغيرها. علاجها الغسل وأكد الشيخ الشايع، أنه في الحديث أن يؤخذ من العائن الماء الذي غسل به مواضع الوضوء منه وبعض ملابسه الملامسة لجلده، خاصة مما يلي الورك، ثم يصب على المعيون من خفه؛ ولذا جاء عن مسلم قوله، صلى الله عليه وسلم: (وإذا استغسلتم فاغسلوا)، أو المعنى إذا طلب من الشخص ماء وضوئه وغسله بعض ثيابه فليفعل ولا يغضب لذلك. على الإنسان الاتقاء من العين الشيخ خالد الهميش استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا). وأكد الشيخ، العين هي عين الإنسان التي تصيب الأشياء فتتلفها ولا تفسد إلا بإذن الله وبقدره، وللإنسان أن يحتاط له بأن يبذل الأسباب التي تقيه من الشر، ومن هذه الأسباب: الاستعاذة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعوّذ الحسن والحسين وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ من الجان وعين الإنسان، وكان جبريل عليه السلام يرقي النبي، صلى الله عليه وسلم، فكان يقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك).