بعد الخروج المر من التصفيات المؤهلة إلى جنوب إفريقيا، لم يبق لنا كرياضيين إلا التفرغ لدوري زين للمحترفين السعودي, ومن ثم انتظار إحدى البطولات الإقليمية، ومنها كأس الخليج، ومن بعده كأس آسيا! الكل يعلم أننا منذ مشاركتنا بكأس آسيا 2007 ونحن في مستوى هابط، لا يخفى على أي أحد من المتابعين والمهتمين بالمنتخب السعودي، من مسؤولين وإعلاميين ومحبين. المنتخب السعودي من بعد كأس آسيا، وهو متخبط، لا نعلم له هوية، فهو في مستوى متدن فنيا ومهاريا ولياقيا, والكل يعلم أن اللاعبين هم الأساس، وبصراحة لاعبونا المحترفون لم يكونوا في الموعد المناسب, لا نشك في إمكانياتهم ولا في مهاراتهم ولا في حماسهم، وقبل ذلك كله في (وطنيتهم), رأينا نجوم الأخضر في ملعب الحرية في إيران كيف أخرسوا أكثر من مئة ألف متحمس ومتابع، وكيف أنهم بعد هدف التعادل استخلصوا الكرة من بين أقدام لاعبي المنتخب الإيراني، حتى يعودوا ويسجلوا هدف الفوز في مشهد من إخواننا اللاعبين نفتخر به. ولكن ما حصل في مباريات كوريا الشمالية والبحرين، ذهابا وإيابا، يستحق الوقوف أمامه، وكيف أن لاعبينا بعيدون كل البعد عن مستواهم المعروف، الذي لا يقارن به لا الفريق الكوري الشمالي ولا الفريق البحريني، وبكل حيادية ومصداقية، ويشهد على هذا الكلام من أشعل قناديل الفرح حتى صدقوا أنهم أحرزوا كأس العالم، وليس التأهل إلى كأس العالم أو الملحق المؤهل لكأس العالم! لاعبونا ظهروا في مستوى مهزوز، وفي شد نفسي وعصبي شديد، إلى درجة أنهم أضاعوا فرصا في غاية السهولة، ومن أضاعها نجوم يحرزون الأهداف من أنصاف الفرص ومن أصعب المواقف, لماذا لا نأخذ هذه الملاحظة في الاعتبار، ونعالجها بالشكل السليم؟ وأظن أنها من اختصاص (العلاج النفسي) والتأهيل النفسي قبل أي لقاء لأن الجهاز الإداري لا يقوم بهذا الدور، والدليل الشد العصبي الذي ظهر به لاعبو الأخضر في مبارياتهم الثلاث الأخيرة. الشيء الثاني الذي يجب أن يعمل به القائمون والمهتمون بالأخضر، هو التعاقد مع جهاز تدريبي متمكن ومتمرس، وصاحب نفس طويل، ولمدة خمس سنوات، على أقل تقدير، من ماركة الإيطالي (كابيلو) الذي يقود المنتخب الإنجليزي ويعمل بقوة وحزم، وصاحب تكتيك مميز وبصمة عالمية، وآخر ما يهمه هو رضا الصحافة, كما يفعل طيب الذكر السيد (بيسيرو)! نعلم ويعلم الجميع أننا كما عانينا مستوى لاعبينا ونتائج الأخضر في كأس آسيا، ثم كأس الخليج، ثم في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا, فإن نجوم الأخضر عانوا تغيير الجهاز التدريبي للمنتخب السعودي، فمن خطط وأسلوب المدرسة البرازيلية، مع أنجوس ثم مع المدرب المخضرم ناصر الجوهر ومدرسته الخاصة به! إلى المدرسة الأوربية مع بيسيرو، وهذه التغييرات كانت خلال سنة وعدة أشهر, بعد هذه التغييرات وبوقفة بسيطة مع التفكير ربما نجد للاعبينا بعض العذر في عدم الظهور بمستواهم المعروف.