بداية أهنئ القراء الكرام بحلول الشهر الفضيل داعيا المولى العزيز أن يتقبل صيامهم وقيامهم ويحفظهم من كل سوء انه جواد كريم . وقد يتساءل قارئ هذه السطور .. وأين مدفع الإفطار؟ ضمن كثير مما افتقدناه من الطقوس والمظاهر الرمضانية الجميلة في الماضي، عندما كان الحي حيا بساكنيه المترابطين. صار مدفع الإفطار الآن تعبيرا رمزيا لدينا، لكنه ما زال حقيقيا لدى كثير من الدول الإسلامية مضفيا طابعا يميز أيام هذا الشهر الفضيل ويضيف جوا احتفاليا روحانيا غاية في الروعة، فليت إمارات المناطق في المملكة تعيد النظر وتحيي هذا الطقس الرمضاني الجميل. وبما أن الحديث في رمضان، نعلم أن هناك عادة رمضانية لدى السعوديين على مائدة إفطارهم وهي متابعة المسلسل الرمضاني (طاش)، هذا المسلسل أصبح (ماركة) سعودية حققت نجاحا وشهرة واسعين، حتى أخبرني بعض الإخوة الليبيين التقيتهم مصادفة خارج المملكة أنهم يتابعون هذا المسلسل. ومعروف أنه أيضا لقي انتقادات ومعارضة من بعضهم لتناوله بعض القضايا الحساسة، لكنه جهد بشري ولابد أن يعتريه النقص والأخطاء واردة لامحالة، والذين انتقدوا بعض ما طرحه هذا المسلسل لهم حجتهم ولابد في النهاية من احترامها وألا نعد الاختلاف خلافا . هنا تساؤل أو اقتراح بعبارة أصح، ألا وهو ما دام أن هذا المسلسل أصبح ملح مائدة الإفطار إن صح التعبير، وأصبح حليف النجاح والقبول لدى السعوديين وحتى الإخوة المقيمين والمشاهدين العرب عموماً، فلماذا لا نرى ناصر وعبدالله بقية أشهر السنة، لماذا هذا البيات طوال أحد عشر شهرا؟ . أذكر أن هناك مسلسلا إذاعيا كانت تقدمه إذاعة الرياض واسمه (هذه مشكلتي) يعرض قصص أناس حقيقية، تمثل مشاكل اجتماعية من صميم الواقع، ونعرف أن القصص الواقعية لها تأثير كبير في النفس، فهي تقدم العِبر والدروس الأخلاقية بطريقة غير مباشرة، والإنسان بطبعه مولع بالقصص محب لتتبع أحداثها ونهاياتها لأنه إما أنه مر بتجارب مماثلة أو مقاربة، أو أنه يعيش ظروفا مشابهة لصاحب القصة ويريد الاستفادة من قصته لتجنب ما قد يواجهه من أحداث مشابهة، لذلك قص الله تعالى على النبي الكريم أحداثا غابرة لرسله وأنبيائه عليهم السلام للسبب ذاته وتعزية وتصبيرا وتأييدا، إضافة إلى التسلية والتنفيس عن النبي صلى الله عليه وسلم لما يواجهه من عناد كفار قريش. أقول لفريق طاش وغيرهم من الممثلين السعوديين وإخوانهم الخليجيين، لماذا لايكون هناك مسلسل مشابه لذلك المسلسل الإذاعي، ثم يكون في نهايته نقاش من قِبل اختصاصيين لعلاج المشكلة، ونداء لأصحاب القلوب الكبيرة والضمائر الحية للمساهمة وعون صاحب أو صاحبة المشكلة التي عرضت من خلال الحلقة، اقتراح أسوقه لفريق (طاش)، وأتوقع أن يحقق نجاحا مدويا إذا أُعد له الإعداد الجيد، وكما ذكرت، لكسر الجمود الذي يلف الدراما السعودية بقية شهور السنة ولتحريك مياهها الراكدة، ولتجنب التكرار خدمة لهذا المجتمع، فالدراما الهادفة قوية التأثير ومسرح متلفز يقدم الدروس والتجارب وينير الزوايا المعتمة، صياما مقبولا وإفطارا هنيا.