أي نهنهة وشعور بالغبطة ذلك الذي يسري في وجدان المرء حين يستشعر أن المولى سبحانه وتعالى يحبوه هذه المكانة... (إنه يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي) إنه خطاب الملك، خطاب العلي الكبير ..نعم ربنا ..من أجلك. يا الله لأن العبد وما ملك منك ولك وفيك وبك وإليك.. ولو لم يكن من الصيام إلا أن يقول الله (من أجلي) لكفى.. والمطلوب ها هنا الاستشعار في كل ساعات الصيام أن ما يفعله العبد هو من أجل الله. وما له ألا يستشعر ذلك؛ ووقع الكلمة أعظم من أن تمضي هكذا دون استشعار .. أبي حين ذكره الله قال: أو ذكرني ربي.. وبكى. وأبوبكر حين عاتبه الله في مسطح أجرى عليه النفقة وبكى. وأنا وأنت اليوم يذكرنا الله في الجملة.. أفلا نستشعر فنبكي.. نعم.. من أجلك يا الله. ومَن يستحق أن يجاع لأجله إلا أنت أو يعطش لأجله إلا أنت؟! وهذا الشعور ذاته ينبغي أن يستحضره الذاكر حين يذكر الله، فيتذكره الله: (فاذكروني أذكركم) .. يا لجلال الكلمة، ويزداد الجلال والجمال والمنة: “من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه”. فاذكرونا مثل ذكرانا لكم... رب ذكرى قربت من نزحا.