بيَّن الشيخ الدكتور حاتم الشريف عضو مجلس الشورى وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، أن الصيام شُرّع لتهذيب النفس والصبر، وليس لمجرد ترك الطعام والشراب، وهناك أناس هداهم الله لا يكثر غضبه وسبه إلا في الصيام، وعلى كلّ شخص منا اتباع قول المصطفى عليه الصلاة والسلام: “الصيامُ جُنَّةٌ، فلا يرْفُثْ ولا يَجْهَلْ، وإنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أو شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِي صائم مرتين، والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصائم أطْيبُ عندَ اللَّه تعالى من ريح المِسْك، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا.” رواه البخاري ومسلم. ويضيف: “لا بد من تهذيب النفس وعدم تركها فريسة للغضب، فهؤلاء الأشخاص الذين يغضبون أثناء الصيام إنما يغضبون بسبب شعورهم بالجوع والعطش أو رغبتهم في التدخين وتذكرهم ذلك أثناء صومهم، لكن لو تذكر الإنسان أن الصيام لم يشرع لذلك، بل شرع لتهذيب النفس والصبر لما كان هذا حاله، فهؤلاء الذين يغضبون لم يفهموا معنى الصيام الفهم الحقيقي له، بل اقتصر فهمهم على أن الصيام هو الامتناع عن الآكل والشرب فقط، وهذا مخالف لمعنى الصيام، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.