أقف بسيارتي متأففا من الزحام عند إشارة المرور شبه المتوقفة في وقت الظهيرة والكل صائم ويحاول ألا يثور غضبا على من حوله، أرقب ما يدور حولي برتابة مملة وحركة بطيئة للسيارات، ثم أراها تحمل طفلا صغيرا بيد وتسأل سائقي السيارات بيد أخرى، والطفل مشغول بمص إبهامه وهي تتنقل به بين السيارات صامتة لا تنبس ببنت شفة، ما عدا طرقة خفيفة على الزجاج تتبعها نظرة مكسورة، وبين صاد عنها ومستجيب لها بريالات تروح وتجيء والطفل تضرب رأسه شمس الظهيرة الرمضانية بلا رحمة، وفيما أرقبها أحس بالعطف عليها وأتساءل عن ظروفها التي دفعتها لتحمل تلك الروح البريئة وسيلة تستدر بها عطف المارين لتسد بها الرمق؟ ويجيب عن تساؤلي لمعات أساورها الذهبية التي كشفتها يد الطفل وهو يحاول الاختباء من حرارة الشمس تحت عباءتها!