فكرة الملتقيات الدعوية حديثة لا يتجاوز عمرها ثمانية أعوام، تجمع بين الترفيه والدعوة، وتحشد أكبر عدد من الوجوه الدعوية المعروفة للإعلام، وفي السنوات الأخيرة أصبح هناك حماس منقطع النظير من قبل عدد من الجهات لتنظيم هذه الملتقيات، وتجد دعما كبيرا من قبل عدد من الجهات الحكومية، ووصل عدد زوارها لرقم قياسي قلما يتكرر في مثل هذه الأنشطة.. ولعل القريبين من هذه الأجواء يتذكرون بزوغ عدد من الدعاة الشباب من قلب هذه الملتقيات التي أطلق شرارتها الأولى ملتقى (الثمامة الدعوي) عام (1421).. شمس” فتحت ملف هذه الملتقيات وسلطت الضوء على بعض الجوانب فيها في التقرير الآتي: بدأت من 8 سنوات تحدث الشيخ فهد التويجري عن بداية هذه الملتقيات، وذكر أنها تقام في رمضان وغير رمضان منذ الانطلاقة الأولى قبل ثماني سنوات، وقال التويجري عن الملتقى يتولى إدارته: “أقيم هذا الملتقى للمرة الأولى بواسطة مركز الدعوة بالسلي لمدة ثلاث سنوات، ليتوقف لأسباب خاصة بهم، ثم أتى هذا العام بعد أن صدرت موافقة وزير الشؤون الإسلامية، لأن تسند إقامة، وإشراف، وتنظيم هذا الملتقى للمكتب الدعوي بالنسيم”، ويضيف التويجري أن ملتقاهم يشتمل على فعاليات متنوعة للرجال والنساء، وكافة الفئات العمرية، والهدف الأساسي منه هو إشغال أوقاتهم في البرامج النافعة والمفيدة، ومحاولة جادة لينسحب نفع النفس إلى نفع البلاد، كما يأتي رغبة من القائمين عليه لإشغال الشباب بالخير، وكلمة حق لابد منها، وهي تقديم الشكر للشيخ صالح آل الشيخ الذي لم يقصر في تقديم الدعم اللازم لإقامة هذا الملتقى وملتقيات أخرى. فعاليات للجنسين وعن الفعاليات قال التويجري: “فعالياتنا هي لكلا الجنسين النساء والرجال، والملتقى بدأ من يوم 1 رمضان وسيستمر وحتى 19 من رمضان، من بعد صلاة التراويح، ويمتد عادة البرنامج وحتى الساعة 1 صباحا، كما يشارك معنا عدد كبير من الدعاة والمشايخ المعروفين على مستوى السعودية”، ولم يخف التويجري امتعاضه من العدد الضئيل الذي يحضر الملتقى هذا العام، مقارنة بالأعوام الماضية، وعزا الأسباب إلى تأخر صدور الموافقة، وأوضح التويجري أن القائمين على الملتقى يصلون إلى 100 شخص من الرجال، و50 هو عدد العاملات من النساء، و80 في المئة منهم محتسبون، ويعملون مجانا في الملتقى، ويتلقون الدعم عادة من مؤسسات خيرية، وشركات خاصة، وهذا الدعم المادي يعد كافيا إلى حد كبير، وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد من الدعم والرعاية. أزمة تراخيص يشكو عدد من الملتقيات وخاصة التي تقام في مدينة الرياض من تأخر التراخيص، كما أنها سمة غالبة على الملتقيات الشبابية التي تقام بالسعودية، حيث لا يخشى العاملون في هذه الملتقيات من توجيه اللوم إلى أفرع الوزارة في مدن متعددة، حيث وحسب وصفهم دائما ما تتأخر هذه الفروع في إصدار التراخيص والتصاريح، مع أن الأوراق ترفع في وقت كاف ومناسب، والمشكلة الأكبر أنه لا يمكن التنسيق أو الترتيب لمكان وتجهيز الخيام بشكل عام إلا بعد صدور الموافقة، ما يشكل عبئا كبيرا على العاملين في مثل هذه الملتقيات. الملايين من الابتسامات وبحثا عن التجديد تأتي هذه الملتقيات وهي تحمل رسائل وشعارات متنوعة، وغالبا تقدم رسالة للزائر، وعودة لملتقى النسيم الدعوي الذي أتى حاملا شعار(الملايين من الابتسامات)، كما يعتبر من أكبر الملتقيات التي تقام على مستوى العاصمة الرياض، حيث جاء على مساحة إجمالية تقدر ب12 ألف متر مربع، وبعدد 16 خيمة ثابتة للفعاليات المختلفة لكلا الجنسين في القسمين المتقابلين، والذي يأتي العمل فيه متخصصا، فالرجال على حدة والنساء كذلك، كما يعمل في الملتقى أعداد كبيرة من الشباب المتطوع للعمل الاجتماعي، ويحرصون تماما على خدمة الزوار والابتسامة في وجوههم طبقا لشعار الملتقى، كما يحرص القائمون على الملتقي بتقديم دورات عملية للعاملين فيه، على كيفية مواجهة الجمهور، وامتصاص غضبهم إن حدث، ويأتي أغلب هؤلاء الشباب، وفي جعبته خبرة كبيرة اكتسبها من خلال مشاركاته الاجتماعية المتعددة، في تنظيم الجمهور في ملتقيات ماضية، كملتقى الربوة الذي أقيم في الصيف الماضي، وحظي بأكثر من مليون زائر، كما يقدر العدد المتوقع للحضور طبقا لإحصائيات أعوام ماضية أن يتجاوز الحضور اليومي قرابة 20 ألف زائر وزائرة خلال الأيام المقبلة، وتقدر عدد الفعاليات التي أقيم بعضها في هذا الملتقى الضخم، نحو 108 فعاليات تقام على مدار 19 يوما. يذكر أن الملتقيات في السعودية تحظى بدعم كبير من ولاة الأمر، وانتشار واسع في أنحاء السعودية، ويقدر عدد الملتقيات التي أقيمت خلال هذا العام 1430ه نحو 53 ملتقى منتشرا في شمال وشرق وغرب وجنوب السعودية، في المدن والقرى الكبيرة والصغيرة، وخلال هذه الملتقيات ينشط عدد كبير من الدعاة. سوق المشاهير ويأتي الطلب على الدعاة المشاهير في المقام الأول، ويتصدر الشيخ محمد العريفي، والشيخ سلمان العودة، والشيخ صالح المغامسي، هؤلاء الدعاة وعدد آخر من أهم من يحاضر فيه ويجد شعبية جارفة. يشار إلى أن الدعم الذي تجده مثل هذه الملتقيات من القطاع الخيري والخاص في السعودية يعد أمرا إيجابيا وتستحق عليه هذه المؤسسات الخيرية والداعمة، الكثير من عبارات الثناء والتقدير، فانتشار المثل والعادت الإيجابية، لا يكون إلا بتكاتف الجميع خاصة أن الدعم الحكومي والرسمي، لم يقصر في هذا الجانب، وكثيرا ما قدم من دعم مادي ومعنوي في سبيل تذليل صعوبات تواجه عددا كبيرا من هذه الملتقيات، إلا أن التجديد والإبداع يقعان على عاتق هذه الأنشطة، لتقدم الجديد والممتع والمفيد للعائلة السعودية.